ماذا بعد يا بلدية غزة

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

بلدية غزة هي رمز الايباء وعنوان الشموخ والكبرياء عبر كل محطات التاريخ، وهي شعلة الكفاح والنضال المتأصل، حاملة مشعل النور في كل زمان ومكان، ظلت ورغم الخطوب والنكبات حامية المشروع الوطني، ولا يستطيع جاهل او حاقد ان يتنكر لدورها المفعم بالوطنية والإنسانية. 

انتظرنا طويلا يا بلديتنا المؤقرة، وارتجف القلب وخفق، وانتظر معنا الاخوة والرفاق من أبناء الجمعية العمومية لنادي غزة الرياضي، والاسرة الرياضية، وحتى رواد ومشاعل الرياضة الفلسطينية الذين اكتووا بنار الاحتلال وكانوا يدافعون عن عرين النادي في قلب المدينة في الزمن الصعب، وخلال السنوات العجاف، وكانوا كالطود الشامخ يرسمون قصة عشق لوطن يعيش في الوجدان الفلسطيني.  

 اليوم  الجميع من كل أطياف ونسيج المجتمع يشكون لله ظلم الظالمين، الفتية والطلائع والشبيبة واولياء امورهم، وكل مكونات المجتمع، والاسرة الرياضية ينتظرون القرار الوطني الحكيم بإيجاد وتخصيص قطعة ارض للعملاق و المتفرد في ساحة العطاء و الابداع ، ومركز اشعاع الرياضة الفلسطينية ، ومنبت و بيت رجال و قادة الحركة الوطنية و الرياضية  نادي غزة الرياضي ، هذا النادي العريق الذي عبر بالأمة من بحور التحديات الى مرافئ التاريخ ، اصبح اليوم اثر بعد عين ، ولم يكترث حتي أصحاب القرار في حماية هذا الإرث المتجذر في باطن التاريخ . 

ماذا نقول للزعماء وقادة الكفاح والثورة الذين تناوبوا على قيادة ورئاسة بلدية غزة وانخرطوا في دعم وتعزيز صمود النادي ضد الانتداب والاحتلال وكل من حاول التغول على بيت وعنوان المقاومة الوطنية وشريان الرياضة الفلسطينية وعنوانها الأصيل؟؟؟ 

ماذا نقول للزعماء الوطنين الذين يرقدون تحت الثرى ولسان حالهم ينادي في العلياء قفوا و ساندوا و عززوا صمود غزة الرياضي قلعة الوطنية و صمام امان الحركة الرياضية " المرحوم سعيد محمد الشوا، المرحوم محمود سلمان أبو حصيرة، المرحوم عمر الصوراني ، المرحوم فهمي الحسيني ، المرحوم رشدي الشوا ، المرحوم راغب العلمي ، المرحوم منير الريس ،المرحوم رشاد الشوا ، المرحوم عون الشوا "   ... الخ 

ماذا نقول للشهيد ياسر عرقات " أبو عمار " الرمزية التاريخية، والشيخ الجليل والداعية الشهيد الشيخ احمد ياسين، وكل رموز الحركة الوطنية والإسلامية الذين كانوا يتفاخرون بمعقل الرجال والمقاومين وسفراء الوطن والرياضة الفلسطينية بالمحافل الإقليمية والدولية؟؟؟ 

غزة الرياضي ياسادة يا كرام كان وسيبقي بوتقة التجليات التي تنصهر فيها كل التجليات الوطنية والإنسانية والرياضية، وحتما سيظل في وجدان الشعب والقيادة الفلسطينية، ولن تغيب شمسه عن قلب المدينة، ولن يتركه الشرفاء والوطنين، لأنهم يعرفون نطاق وحجم مسؤولياتهم الوطنية في عودة النادي الام والرمزية النضالية الرياضية للحركة الوطنية الى قلب المدينة المكلومة، التي بات يلفها السواد بعد الرحيل والاخلاء. 

هل نجد اذان صاغية للسادة المسؤولين في بلديتنا المؤقرة؟ وهل سوف نتجاوز التعقيدات المطروحة وتسهيل الإجراءات التي تمنح النادي مساحة أكبر في التفاعلات الرياضية والثقافية والمجتمعية من خلال المقر بقلب المدينة التي لم يغب عنها النادي عبر كل مراحل تاريخه منذ التأسيس وحتى اليوم الأسود للرحيل والاخلاء؟؟. 

هل نجد حراك جديد ومنح النادي قطعة ارض تكون بمثابة القاعدة الارتكازية الجديدة التي يتم إعادة تشيد اللبنات الاولي لصرح شامخ يعيد للمدينة المثابرة عنفوانها وثبات نجوم وابطال الرياضة لمدارج التاريخ ؟؟؟؟؟ 

غزة الرياضي هو وديعة في يد القيادة الوطنية والرياضة، ويجب المحافظة عليها لا نها تمثل الإرث الأصيل لشعب صاغ هويته النضالية والكفاحية بالعرق والدم وشلال الدماء. 

اننا ورغم الغصة والألم الذي يسكن في خلجات قلوبنا نتضرع الى الله ان يلهم أولى الأمور من ولاة أمور الامة وقادتها البصيرة والحكمة والثبات ونصرة نادي غزة الرياضي ايقونة الرياضة الفلسطينية ونبض الحركة الوطنية ؟؟؟ 

تذكروا يا سادة يا كرام ان المدينة الصابرة الصامدة ليس لها لا طعم ولا لون ولا مذاق والظلام الدامس يخيم على محيط الموقع العتيق الذي يحاكي قصة ومراحل النضال، فالعيون شاخصة لعدالة السماء ان يمنح النادي بطانة خير تعيد العزة والكرامة للمعلم والأستاذ الأول غزة الرياضي الذي نهل الجميع من معينه عبر كل العقود الغابرة.