رسالة للأبطال بطوكيو بثبات الأسود

يا أبطال فلسطين غيروا قواعد المشاركة

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل
خلال مشاهدة افتتاحية دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو لا تستطيع أن تحبس دموعك فتنهمر رقراقة كجدول ماء ونبع يسيل على الوجنات وأنت تشدك البعثة الفلسطينية وهي تلوح بالعلم الوطني الفلسطيني في طابور العرض العام، حيث يعلوا خفاقا لجانب أعلام الدول المشاركة، حقا إنها لحظة عز وكبرياء فلسطيني تعيد الرياضة الفلسطينية لمجدها التليد.
نعم عزيزي القارئ تعود بنا هذه اللحظات الخالدة إلى تاريخ وأمجاد رواد وأبطال ومشاعل الرياضة الفلسطينية الذين عبروا فينا من شواطئ الانكسار إلى موانئ التاريخ يوم أن اكتسحت جحافل القيادة الرياضية وأبطالها وأساطيرها التحديات.
اليوم هذه المحطة التي يكتب فيها الرياضي والانسان الفلسطيني المشبع بقيم الانتماء أبجديات العطاء الذي لا ينضب بحماس ووطنية مجردة سوى من حب الوطن والتضحية من أجله، يسجلها الكتاب والمؤرخون في كتاباتهم لتكون أيقونة جديدة تضاف إلى الأيقونات التي يحتفظ بها التاريخ في سجلاته.
عزيزي القارئ
وأنت تشاهد صور أعضاء البعثة الرياضية الفلسطينية وهاماتهم تعانق سحب السماء، وشارات النصر ترفع في قلب هذا الحدث العالمي وأمام كافة وكالات ومراسلي الصحافة العالمية، تسيل دموعك وتنهمر مدرارا دون أن تسيطر على مشاعرك وعواطفك، وبغصّة مؤلمه وحزن عميقين، لأن الاحتلال الغاصب قد سرق الوطن منذ فجر التاريخ وحاول إخفاء معالمه والتنكر للإرث الرياضي والوطني للشعب الفلسطيني ومنظومته الرياضية، الذي مازال يحاكي العصر بحجمه وقوته وعمقه الإنساني.
أيها الرياضي الفلسطيني الشهم يا من تمترست بخندق الدفاع عن حقك وأرضك ودافعت عن شرفك وعرضك ودينك ومبادئك، ارفع رأسك فأنت فلسطيني الهوية كنعاني الجذور، علمت كل الإنسانية الحضارة والتضحية والفداء والاستبسال في الذود حياض القدس، وإنجازات شعبك الرياضية والوطنية.
كن على قدر المسؤولية، تذكر قوافل الشهداء الذين عبدوا لك وللأمة طريق الانتصار، وأوصلوك إلى ميادين وساحات الشرف والبطولة ، كن مستعد لساعة الحسم واعتلاء منصات التتويج ليعزف النشيد الوطني المبهر في دورة الألعاب الأولمبية ، ولتسمع كل شعوب الأرض هذه النغمة الشذية التي حتما ستعزف في ساحات وباحات المسجد الأقصى وقد رفرفت على مآذنه وأسواره وكنائسه رايات الحرية والاستقلال .
تذكر أيها الرياضي البطل الصامد والمرابط في باحات المسجد الأقصى، وفي ربوع الوطن المكلوم، الذي ينتظر بفارغ الصبر والأمل منك قهر التحديات وصناعة الإنجازات في هذه المشاركة، ليكتب التاريخ بمداد من ذهب صفحات مضيئة لوطن جريح في حاجة ماسة لمنجز وطني جديد يكون بلسما شافيا يدوي جروحه.
كن أيها الرياضي البطل، يامن ترابط في ميدان البطولة مقاتلا فذا، وبطلا قادرا على كتابة فصول ملحمة العشق لفلسطين والرياضة الفلسطينية، وكن رافعة حقيقية لوطنك المفدى فلسطين.
انهض أيها الرياضي البطل كالأسد الهصور، وكالخيل والفرس الأصيلة، حطم القيود والأغلال، كن فخرا لوطنك وبلدك، أوصل للعالم الصامت المتخاذل صوتك المزمجر الرافض للخنوع والاستسلام، رسخ وثبت بقوة انجازاتك الرياضة الفلسطينية على الخارطة الرياضية العالمية، وقل للعالم إنا قادمون لوطن الشهداء بمشاعل الضياء.
انهض أيها الرياضي البطل وعش أجواء الانتصار بإنجازاتك لوطنك فلسطين وللرياضة الفلسطينية، تجرد من كل شيء، سوى حب الوطن الذي يجري في الجسد مجرى الدم بالعروق.
أيها الأبطال المرابطين على أرض طوكيو، يا من تحملون العهد والوصية، اصبروا وثابروا، كونوا كما عهدناكم في ميادين العطاء أبطال يجترحون البطولات و يكتبون أمجاد التاريخ ، لا تتخلفوا عن بذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن والرياضة الفلسطينية ، مهمتكم الوطنية ستكتب فصولها وتدرس ، وستصبح مساق يدرس في تاريخ الرياضة الفلسطينية ، فمزيدا من التضحية والجهد والعرق والثبات فإن النصر آت لاريب فيه، تحلوا بثقافة الفوز والانتصار التي هي سمة شعبنا ومنظومته الرياضية، وحتما سوف تشرق شمس فلسطين على ربى جبالنا الشماء وسهولنا الخضراء وسوف يعزف النشيد الوطني في قلب دورة الألعاب الأولمبية بهمتكم وصلابة إرادتكم و عزمكم الكبير ، وسوف تظل مشاركة فلسطين بدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020م ، محفورة في ذاكرة التاريخ والأجيال جيلا .. بعد جيل ....
اللهم احفظ أبطال فلسطين بحفظك واكتب لهم النصر والثبات والتمكين يارب العالمين.