رؤية جديدة للنهوض بالاتحادات الرياضية

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل 

اليوم وفي ظل المتغيرات الجديدة التي يعيشها العالم ما نتمناه أن تكون رؤية جديدة من اللجنة الأولمبية لمعالجة مسار الاتحادات الرياضية وفق آليات ومحددات تتوافق مع متطلبات المرحلة المقبلة، وما تحتاجه الرياضة الفلسطينية، على اعتبار الاتحادات الرياضية تمثل العمود والركن الأساس للرياضة الفلسطينية ونبض الحركة، وصمام أمانها. 

نريد لآليات العمل التطويرية للمرحلة القادمة لمنظومة الاتحادات الرياضية أن تكون على مستوى الطموح وتحقق تطلعات وآمال الرياضة الفلسطينية التي تشق طريقها وسط شهب الظلام، بإرادة وعنفوان التحدي الفلسطيني المستمد من عمق المسؤولية الوطنية والارتباط العضوي بحركة التاريخ والنضال الوطني. 

الجميع يدرك أن الاتحادات الرياضية تعتبر جزء مهم وأصيل لا يتجزأ من المشروع الوطني الرياضي، والمتتبع لمسيرتها عبر الحقب الزمنية يعرف جيدا مدى قوة وفاعلية منظومة الهيئات الخاصة، والدور الريادي والقيادي البارز الذي لعبته عبر مسيرة طويلة مكللة بالإنجازات والنجاحات التي تعكس عمق وأصالة الجذور الرياضية الفلسطينية ومدى ارتباطها وعلاقتها بحركة النضال الرياضي. 

 لقد شهد ورصد الجميع قصور في أداء عمل بعض الاتحادات الرياضية خلال الدورة الماضية، ترهل إداري، حالة انكماش، غياب عن تأدية الدور القيادي والمشاركة في عملية الحراك والإنتاج والإنجاز، في الوقت الذي كان الرياضيون والجمهور الرياضي الفلسطيني يحترق ألما وحسرة عما يدور في أروقة تلك الاتحادات، والحالة التي وصلت إليها من النفور والتيه وفقدان بوصلة العمل، والركود والجمود الذي أصاب أعضاء مجالس إداراتها، والمردود السلبي على الرياضة الفلسطينية جراء ذلك. 

نحن اليوم وبعد الجهود الطيبة التي بذلتها اللجنة الأولمبية الفلسطينية لمواجهة التحديات والجائحة العالمية والنجاح في لم شمل الأسرة الرياضية ومعها الاتحادات الرياضية وتحقيق منجز وطني جديد يضاف لسجل إنجازات الرياضة الفلسطينية في عبور انتخابات الدورة الجديدة 2020-2024 لبر الأمان، نعول كثيرا في ضبط إيقاع عمل هذه الاتحادات وفق رؤية جديدة ومراقبة ومحاسبة للمقصرين، فالمرحلة لا تحتمل السكوت والوقوف على قارعة الطريق ننتظر التغير بعد انتهاء ولاية الدورة الحالية والانتظار لأربعة سنوات جديدة؟!!  

 الجميع في طول وعرض الوطن يعلم جيدا أن ميلاد هذه الدورة جاء بعد مخاض عسير وتحديات كبيرة بفضل تصميم وموقف القيادة الرياضية وحرصها على الانتصار في معركة التحدي والعودة لساحة المنافسات والمشاركة في الاستحقاقات الإقليمية والدولية وتسجيل محطة جديدة مليئة بالإنجازات للرياضة الفلسطينية وإيصاله رسالة فلسطين للعالم. 

اليوم أمام هذه المحطة والتحديات التي تعيشها الرياضة الفلسطينية، لابد من الوقوف وقفة تأمل ومراجعة المرحلة السابقة بكل ظروفها وتداعياتها وتغليب المصلحة العليا على كل المصالح الضيقة، مطلوب اليوم ايجاد حلول مناسبة تتماشى مع أهمية المرحلة المقبلة لهذه المنظومة، من حيث قدرتها على بناء استراتيجيتها وفق أهداف واضحة، وقدرتها على إعداد رزنامتها الوطنية من الأنشطة والبرامج على مستوى الوطن والمشاركات الخارجية. 

اليوم مهم وضروري خلال المرحلة المقبلة، التوجيه والإرشاد المستمر، والرصد والمتابعة الدائمة لأدائها، وتوفير المناخات والأجواء التي تعمل على تفعيل حركة تطورها، وتوفير الموازنات الطموحة وفق الأصول، وبما تفتضيه الحاجة، مع العمل على متابعة الإدارة المالية لهذه المنظومة من خلال لجنة التفتيش الإداري والمالي، لضبط إيقاع المصروفات وسلامة مسارها  

إننا ننتظر من اللجنة الأولمبية المنتخبة أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المقترحات ودراستها بشكل معمق لتصحيح مسار العمل بما تفتضيه المصلحة الوطنية للوطن والرياضة الفلسطينية، الرياضيون اليوم وكل المتابعين لوقائع ما جرى في الدورة الانتخابية الجديدة يأملون إنقاذ الوضع الرياضي وترسيخ ثقافة ونماذج جديدة تخدم قطاع الشباب والرياضة، لا يريدون للاتحادات الرياضية المنتخبة التي تشكل منصة الانطلاق لتحقيق الانجازات عدم القيام بواجباتها الوطنية والرياضية وتوظيف واستثمار واختزال عامل الزمن لخدمة المصلحة الوطنية. 

 ختاما ... 

من الضرورة العمل وبشكل وطني مسؤول لقياس مؤشرات الأداء المؤسساتي في الاتحادات الرياضية الفلسطينية، لرفع مستوى جودة العمل والإنتاج لخدمة الرياضة، لأننا نريد اتحادات رياضية قادرة على النهوض وتوظيف الطاقات والإمكانيات وتمثيل مشرفة للرياضة الفلسطينية وعلى مستوى كل الألعاب الرياضية وتوصل رسالتنا الرياضية والوطنية بمسؤولية وطنية للعالم.