سأبكيك دما لا دمعاً يا أبا وائل

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

سأبكيك دما لا دمعاً يا أبا وائل

كتب / أسامة فلفل
الحزن مرسوم على الغيوم والأشجار والستائر، وأنت سافرت ولم تسافر، فانت أبا وائل في رائحة الأرض السمراء في تفتح الأزهار، في صوت كل موجة، وصوت كل طائر، في صدر كل مؤمن وسيف كل ثائر.
أبا وائل أنت من سمع صوته الزمان، عندما كان بالنسبة لإدراكنا، مجهول المكان
، صوتا روى الشرايين، عطر هواء فلسطين العليل، فذابت فيه مشاعرنا بالآمال، برقت أنواره رغم ظلام الليل الدامس والخيوط، كنت وستبقى أبا وائل تراثا ملهما للأجيال الجديدة جيل بعد جيل.
قرة عيني وأخي أبا وائل في يوم الرحيل الأسود تلبدت السماء بالغيوم وغابت أشعة الشمس وانتشرت رائحة الحزن والفراق في كل مكان، تغيرت خريطة المستقبل من أفئدة هزها الموت على رحيل رجل وطني وأكاديمي صقلته التجربة الوطنية وعرفته ساحات الوطن وميادينه بالعطاء والتضحية الصامتة.
لقد صدمنا وتفتقت قلوبنا وأفئدتنا يا أبا وائل من هول المصاب وتلونت كل فصول الحياة بلون واحد هو الحزن ولا شيء غيره، فعندما يرحل الأخ والسند والطود المنيع لعاتيات الزمان يولد اليتم في أعماقنا وتتحطم أحلامنا ونشعر بمرارته ولا تستوعب حواسنا أن الأخ والحبيب والصديق والشخصية الوطنية العملاقة قد لفها الثرى وأننا غير قادرين على رؤيته وسماع صوته والتغني بمناداته ليل نهار والجلوس لجواره ومحاكته ومشاهدة دوراته التي كانت تمثل نور الضياء للصحافة الفلسطينية عامة والإعلام الرياضي خاصة.
قسما يا من كنت توسي الجروح وأصبحت في القلوب جرح لا يوسى، سنظل نسير على دربك وأثرك ولن ننساك مادام قلب ينبض بالحب والحياة، إن الأشعار والأبيات والقصائد ما هي إلا سوى كلام ويبقى الدعاء لك بالرحمة دائما.
ختاما ...
سأبكيك دما لا دمعاً يا أبا وائل، أيها الفارس الذي ترجل عن صهوة جوداه مبكرا، رحمك الله يا رمز الوفاء والإخلاص يا أيها الحبيب والقريب والبعيد، سيكون لون الأسى هو ليلنا بعدك، سأرثيك حبرا ً مطبوعا من ألم الفراق ولن تغادر الذاكرة ما حيينا يا أيها الملاصق للقلوب والمحفوظ في مقلة العيون.