قيصر فلسطين غسان بلعاوي.. قدم في الوحدات .. وأخرى في الفيصلي !

كتب / فايز نصّار


كان من الممكن أن يكون نجما عنابياً في بلاد التجنيس ، أو أن يكون هدافاً متألقاً في كتيبة النشامى ، ولكن الظروف غير الرياضية حرمته من اللعب الدولي ، عندما كان العالم الرياضي لا يعترف بمنتخب فلسطين ... ولكن ذلك لم يحبط الدمث غسان بلعاوي ، فراح يزرع الراية الفلسطينية حيث يجب أن تكون ، فارضاً لنفسه موطئ قدم بين الكبيرين ، الفيصلي والوحدات ، ومسمع من لا يسمع صوت البراعة الفلسطينية .
منذ نعومة أظافره كان أبو فتحي مثار اهتمام الجميع ، وأثرى نجاحه كلاعب لا يشق له غبار ، بنجاح في عالم التدريب ، مساهماً في تخريج جيل من النجوم ، الذين تعلموا معه الصرامة والانضباط ، قبل اللعب بالكرة .
وبصرامة أيضاً تحدث معنا النجم الغزي ، سارداً أمامنا حكاية النجاحات الكثيرة ، التي حققها في الوطن والمهجر.
- اسمي غسان فتحي قاسم البلعاوي " ابو فتحي " من مواليد غزة يوم 2/ 6/ 1960 .
- كأي طفل يحب الكره ، بدأت اللعب منذ طفولتي في الحارة الصغيرة ، ثم لعبت في دوري المدارس ابتدائي ، واعدادي ، وثانوي ... وفي المرحلة الاعدادية التحقت بأشبال نادي غزه الرياضي سنة 1973 ، وبعد سنتين انتقلت للفريق الاول ، وتدريجيا بدأت أشارك في المباريات ، وكان عمري أقل من 16 سنة .
- وبدأت الاحتراف سنة 1977 مع نادي الخور القطري ، وذلك عندما قابلت والدي لأول مره في حياتي ... وبعد فترة اعداد جيده مع المدرب البرازيلي المعروف كارلوس البرتو، وبعد مشاركتي في عدة مباريات ، حصل ما لم يكن في الحسبان ، بقرار يمنع مشاركة الأجانب مع الفرق القطرية ، وذلك قبل أسبوع من بداية الدوري ، بسبب قيام لاعبين محترفين بضرب أحد الحكام ، مما أدى على فسخ عقدي من قبل النادي ، واعطائي اكثر من نصف العقد ، يومها كان نادي الخور ، بقيادة الكابتن سعيد المسند يسمى نادي التعاون ، والحقّ ادارة النادي حاولت منحي الجنسية القطرية ، لكنهم لم ينجحوا لأنني ولدت في غزه - بعدها عدت إلى القطاع ، قبل أن أبدأ رحلة الاحتراف من جديد سنة 1980 مع نادي الوحدات ، الذي لعبت له ما يقارب من سبعة مواسم ، وحصلت معه على خمس بطولات ... ويومها لعبت لمنتخب الاردن ، ولكن تم استبعادي لعدم حصولي على الجنسية الأردنية ، رغم محاولات تجنيسي من أعلى مستوى ، بطلب من جميع المدربين الأجانب ، الذين دربوا المنتخب ، لكن الأمر لم يتم للسبب نفسه الذي منع حصولي على الجنسية في قطر .
- وكانت سنة 1988 محطة هامة في مسيرتي ، بانتقالي للعب في النادي الفيصلي ، بعد قصة مثيره ومؤلمه مع إدارة نادي الوحدات ، وقد لعبت للفيصلي خمس سنوات ، وحصلت معه - بفضل الله - على 12 بطوله ، من بطولات الاتحاد الاردني ، منها 5 خمس بطولات دوري متتاليه ... وبفضل الله - ورغم لعبي مهاجم - لم أحصل على أيّ انذار في حياتي ، أنا وكابتن النادي الأهلي الاردني جميل عبد المنعم ، لذلك كرمني الاتحادان الأردني والعربي ، كأفضل لاعب في تاريخ الكرة العربية ، سلوكاً وخلقاً ، وهذا وسام شرف على صدري ، وفخر لي ولوطني .
- لا أنسى فضل كل المدربين الذين أشرفوا على تدريبي ، من المدربين العرب والأجانب والمحليين ، فقد تعاملت مع حوالي 18 مدربا ، منهم عشرة مدربين أجانب على أعلى مستوى .. ولا أنسى هنا فضل المدرب المرحوم ابراهيم المغربي ، الذي أخذ بيدي وأنا في فريق الناشئين ، وفضل المدرب المرحوم سعيد الحسيني في الفريق الاول ، لأنه دعمني كل الدعم .
- حصلت على جميع دورات كرة القدم ما عدا البروف ، لأنها لا تلزم حسب اعتقادي الشخصي .
- نجوم السبعينات في غزة هم أساطير الكرة ، وأذكر منهم اسماعيل المصري ، وناجي عجور ، وزكريا مهدي ،واسماعيل مطر ، ومحمد الريخاوي ، ومحمد غياضه ، وماهر حميده ، ورزق خيره ، وإياد الريس ، وفارس أبو شاويش ، وصالح شقورة ، والمرحوم مرسي الفقعاوي ، والمرحوم سليمان ابو جزر ، وحسن صلاح ، وعماد الشريف ، وغيرهم كثيرون ... ولا أريد ان أنسى من نجوم غزه سعيد سكيك ، وزياد الطيف ، وهاشم سكيك ، ومحمود الكردي ، وشفيق الكردي ، وعواد خطاب ، وأبو جورج حمدان ، والشهيد عاهد زقوت .
- ولا أنسى نجوم الضفة حاتم صلاح وشقيقه حازم ، ونقولا زرينة ، ورزق الشاعر ، وكارلوس برهم ، وعبدالله مطر ، وخليل بطاح ، وعارف عوفي ، ومحمود عايش ، وسميح رجا ، ومحمد الصباح ... وطبعا موسى الطوباسي ، وإبراهيم نجم ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، وسامر بركات ، ونادر مرعي من اريحا ، والنجم جمعه عطيه ، وسامي عجور ، وعايش الكركي ، وعيسى كنعان ، وغيرهم ، ربما اكون قد نسيت الكثير منهم ، ولكن لا ،نسى الاخوة صندوقه ، فجميعهم كانوا نجوما .
- منتخبي العربي المفضل طبعا الجزائر ، عربياً وافريقياً وعالمياً ، اضافة للبرازيل والمانيا ، وفريقي المفضل عربيا الزمالك ، طبعا إلى جانب الوحدات والفيصلي .
- افتخر بكلّ نجوم الاردن في الثمانينات .. بصراحه كانوا نجوم فوق العادة .
- أعتبر ناجي عجور اسطورة الكرة الفلسطينية الخالدة ، والتي نفتخر ونعتز بها ، ولكن للأسف لم يحالفه التوفيق للاحتراف خارجيا ، بسبب قسوة الحياة في غزه ، وأعتبر حاتم صلاح اسطورة في قلب الهجوم ، قلما نجد مثله في الوطن العربي كله .
- أفضل نجوم الكرة العالمية في رأيي بيليه ، وكرويف ، وبكنباور ، ومارادونا ، وباجيو ، والجزائري رابح ماجر ، والظاهرة رونالدو ، وروماريو ، ورونالدينو ، وميسي ، وكرستيانو رونالدو ، وسقراط ، وزين الدين زيدان ، والمغربي عزيز بودرباله ، ولكن يبقى نجمي الأول الجوهرة البرازيلي بيليه ، ثم الهولندي الطائر كرويف ، الذي كان مصدر الهامي منذ طفولتي .
- أهم إنجازاتي على مستوى التدريب ، عملي على بناء جيل متميز ، لمنتخب فلسطين الاولمبي والأول ، في الوقت الذي لم تتوفر فيه الإمكانيات عشر امكانيات اليوم .
- تشرفت مع اخواني النجوم الكبار بتأسيس نادي فلسطين ، وفي أول موسم تدريبي لي مع الفريق الاول ، صعدنا بالنادي للدرجة الممتازة ، بعد لعبنا مجموعة واحده من 24 فريق ، يصعد منهم 4 فقط للممتازة ، وذلك موسم 95 /96 ، حيث فزنا - بفضل الله - ب 19 مباراة ، وخسرنا مباراتين ، وتعادلنا في مباراتين فقط ، مع العلم أنّنا في آخر 16 مباراة متتاليه فزنا ب39 نقطه كامله ، وجاء ترتيبنا الثاني ب 59 نقطة ، بعد شباب خانيونس برصيد 60 نقطه ... وهذه الأرقام لم تتكرر حتى الآن ، في أيّ دوري فلسطيني ، ولكن للأسف الإعلام لا يذكرها ، او لا يريد أن يتذكرها .
- لم يكن هدفي خلال مشواري التدريبي ، في غزه أو في الضفة الفوز بالبطولات ، وإن كنت أتمنى ذلك ، وكنت دائما أسعي لبناء فرق تلعب كرة قدم جميلة وممتعة ، ضمن نظام أخلاقي وتربوي ، لإفراز أكبر عدد من اللاعبين للمنتخب الوطني ، وبفضل الله نجحت بذلك خلال فتره قصيره جدا ، وبلا أدنى امكانيات ... تذكروا جيداً أسماء أحمد كشكش ، وعبد اللطيف البهداري ، وأشرف سلامه ، وعمار ابوسليسل ، ومعالي كوارع ، وحميدان بربخ ، ورائد فارس ، ومحمد شبير ، وأيمن الهندي ، وخالد مهدي ، وإياد ابو غرقود ، وسليمان العبيد ، وأحمد عبدالله ، والكوري ، وموسى ابو جزر ، وتامر صلاح ، وظهير أيسر المنتخب الفلسطيني ، عندما سجلته بنادي الهلال المقدسي عبدالله جابر ، وحازم الوزير ، وأشرف ميط ، وعوده شملخ ، وغيرهم ، ممن لم يكن أحد يسمع بهم أو يعرفهم .
- هناك نجوم صغار على الطريق ، لكنهم بحاجة لعمل أكثر .
- طموحي المستقبلي أن أرى كرة قدم فلسطينية بلا فساد ،عنوانها الأخلاق ثم الاخلاق ثم الاخلاق ، وبعدها سيأتي كلّ شيء .
- أمنيتي منذ عشرات السنين - وذكرتها عبر وسائل الإعلام أكثر من 50 مره - وجود دوري للناشئين ، لمختلف الفئات العمرية ، من مرحلتي ذهاب واياب .
- أمنيتي ان أرى الإعلام الرياضي الفلسطيني غير محكوم ، وأن أرى أقلاماً نظيفة جريئة ... يكفي دفن الرؤوس في الرمال ، فلسطين أكبر منا جميعا .
- أمنيتي أن يكرم الجيل الذهبي - الذي لن يتكرر ابدا - تكريماً لائقاً " مش درع .. ولا خشبه " يجب أن يكون تكريماً محترماً ، كما يكرم نجوم الغرب - واللي بنسميهم كفار - ونتعلم منهم كيف يكرموا نجومهم ويقدروهم .
- أمنيتي أن لا يكون هناك اي تفريق بين غزه والضفة والشتات .. وأمنيتي أن نعود إلى الله ، حتي يرفع البلاء عنا ..وأمنيتي ان لا نعلق فشلنا في كلّ شيء على شماعة الاحتلال " وبكفي هاي الأسطوانه المشروخه " لدينا القدرة على الإبداع والعمل الاخلاقي ، الذي يرضي الله عز وجل .. وطبعا أمنيتي الأخيرة أن تعود فلسطين وأهلها ، ونعيش في سلام وأمان ، بعد أن يبعث لنا الله من يطهرنا ، ويأخذ بأيدينا للطريق الصحيح .