حكاوى الملاعب

تسقط صفقة القرن وتحيا صفقة الخدمات

الرياضية أون لاين : غزة – جهاد عياش
تواصلت مباريات الدوري الممتاز لأندية قطاع غزة على وقع حدث سياسي كبير تمثل بإعلان الرئيس الأمريكي عن صفقة القرن وطرحها على الملأ في الوقت التي لاقت هذه الصفقة استياء ورفض الفلسطينيين لها وانعكس ذلك على مباريات كرة القدم فانتفضت المؤسسات الرياضية ممثلة بالاتحاد والأندية والجماهير رافضة لهذه الصفقة وانتشرت اللوحات في الملاعب معبرة عن غضبها من هذا القرار الجائر ، إلا أن خدمات رفح لم ينس طموحه بالتتويج باللقب الثاني على التوالي والسادس في تاريخه وفاز على شباب جباليا بهدف نظيف واستسلام بقية الأندية لرغبة زملاء أبو عريضة بعد هدية الهلال واتحاد خانيونس فيما تعقدت مهام عميد أندية فلسطين غزة الرياضي بعد تعادله السلبي مع الصداقة ..
تسقط صفقة القرن وتحيا صفقة الخدمات
هذا لسان حال جماهير كرة القدم في الملاعب الغزية وهي تتابع مباريات الأسبوع الثامن عشر من بطولة الدوري الممتاز والتي تزامنت مع المشاعر الوطنية والمواقف الفلسطينية والعربية الرافضة للصفقة المشؤومة والمعروفة بصفقة القرن التي طبخت في أروقة صناع السياسة في كل من إسرائيل وأمريكا وأعلن عنها ترمب ، وتجسد ذلك من خلال الهتافات والغضب الجماهيري العارم من هذا الموقف المخزي لأمريكيا المنحاز لإسرائيل والمتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ، هذا الموقف من الأسرة الرياضية الفلسطينية في قطاع غزة يعكس تماما الوعي بضرورة تسخير الرياضة الفلسطينية ومشاركة المنتخبات والأندية الفلسطينية في نقل صورة حية لمعاناة الشعب الفلسطيني والتعريف بحقوقه المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية ، ورغم هذا الشعور الوطني الذى صاحب رغبة الجماهير بمشاهدة فرقها وهي تفوز جسدته جماهير خدمات رفح التي كانت ترغب بشدة في التتويج الثاني على التوالي والسادس في تاريخه عندما فاز على فريق شباب جباليا بهدف بدر موسى الذى كان كافيا لتتويج الأخضر باللقب بعد أن جمع (40 نقطة) من 18 مباراة فاز في 11 منها وتعادل في 7 ولم يخسر أية مباراة ، وساهم في هذا التتويج النتائج المخيبة للملاحقين الوهميين خدمات الشاطئ واتحاد الشجاعية اللذين تعادلا من دون أهداف في لقاء ضعيف من كلا الطرفين ،وتعادل الهلال الوصيف برصيد ( 27نقطة ) مع اتحاد خانيونس ليرتفع الفارق إلي (13نقطة) ولم يتبق سوى 4 مباريات ، في حين تعقدت مهمة العميد غزة الرياضي بعد أم فشل في تخطى منافسه الصداقة وتعادل معه سلبا ليستقر في المركز الحادي عشر برصيد 15 نقطة ولم يستغل تعثر شباب رفح الذى يسبقه في الترتيب برصيد 18 نقطة الذى تعادل مع شباب خانيونس بدون أهداف لتبقى الصورة قاتمة له في الأسابيع المقبلة ويتوجب عليه فعل الكثير للخروج من أزمته وانتظار نتائج الآخرين .
أندية تستحق الصفر
انتهت منافسات الأسبوع الثامن عشر وانتهت معه المنافسة على بطولة الدوري بعد أن حسم خدمات رفح مباراته الأخيرة مع الثوار بهدف نظيف والغريب في الأمر أن هدف بدر هو الوحيد في هذه الجولة في ظاهرة غريبة هذا الموسم لم نشهد مثلها من قبل حيث انتهت مباريات الجولة الخمس بتعادلات صفرية وهو رقم يعبر تماما عما تستحقه فرق البطولة التي انحت مبكرا وتخلت عن المنافسة رغم التجهيزات والمصرفات التي تقدر بمئات آلاف الدولارات على الأجهزة الفنية واللاعبين والمستلزمات وغيرها من المصاريف ، ورغم هذا الصرف كله وإن كان بالحد الأدنى إلا أننا لم نر أي تطور يذكر على الصعيد الفني أو الخططي أو على صعيد النتائج إذا استثنينا هلال غزة الذى احتل مركز الوصافة لحد الآن وبأداء مقبول ونتائج مرضية وبيت حانون الرياضي الذى يشارك لأول مرة في الدوري الممتاز وجمع 25 نقطة أمنت له مكانا بين أندية الكبار الموسم المقبل ، أما عن البقية فحدث ولا حرج فقد انهارت منظومة النادي الأهلي مبكرا وتلقى الهزيمة تلو الهزيمة حتى أصبح أول الهابطين يليه غزة الرياضي المرشح للهبوط بعد فشله في مغادرة المركز الحادي عشر ومن قبله الزعيم شباب رفح صاحب البطولات الكثيرة الذى يصارع من أجل البقاء باحتلاله المركز العاشر وبفارق 3 نقاط عن مركز الهبوط ، إضافة للأداء الباهت لناديي شباب واتحاد خانيونس، وعلى صعيد المنافسة فقد فشل فريق الشاطئ في مواصلة المنافسة مع صاحب اللقب خدمات رفح على الرغم من الانطلاقة الرائعة للفريق وتخلى طوعا منذ بداية الدور الثاني ولم يحرز أي فوز واكتفي بالخسائر والتعادلات ناهيك عن اتحاد الشجاعية الفريق العنيد الذى بدا كالحمل الوديع في المباريات الأخيرة .
ويمكن القول أن قرارات مجالس إدارات الأندية في اختيار الأجهزة الفنية لم يكن موفقا بدليل أن البطولة شهدت 11 استقالة ولم ينته الدوري بعد وكذلك سوء اختيار لاعبي التعزيز الذين فشل معظمهم في مساعدة فرقهم إضافة إلي توالي العقوبات من قبل الاتحاد خاصة على ناديي الشاطئ والشجاعية نتيجة سلوك جماهيرها ولاعبيها ، ويبقى السؤال الكبير هل تستمر إدارات الأندية في مناصبها على الرغم من فشلها وإن بقيت هل تعلمت الدرس من هذا الموسم الفاشل والسؤال الأهم هل أسلوب التعاقدات مع المدربين واللاعبين بهذه الكيفية قصيرة الأمد والتي يضع اللاعب كتاب استغنائه في جيبه قبل أن يبدأ الموسم هو السبب في ذلك ، أسئلة يجب الإجابة عليها قبل نهاية الموسم وليس قبل بداية الموسم الجديد .
تعرف على ظاهرة هذا الأسبوع
عصفت بالساحة الفلسطينية والملاعب الكروية عدد من الأحداث منها التداعي الوطني والوقوف صفا واحدا من قبل الأسرة الرياضية والقيادات السياسية في وجه صفقة القرن والتعبير عن الرفض القاطع ولمسنا ذلك من خلال اللوحات والصور الكبيرة التي تعبر عن اللحمة الوطنية والتي وضعت على جدران المدرجات كصور الرئيس أبو مازن والأخ أبو العبد والشعارات الوطنية التي تعبر عن وحدة الموقف ووحدة المصير وأن القدس ستبقى عاصمة لدولة فلسطين بإذن الله وكذلك الحضور المتميز إلي ملعب اليرموك أثناء مباراة الشاطئ والشجاعية والتي حضرها إبراهيم أبو سليم ( أبو مراد ) نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وإبراهيم أبو النجا ( أبو وائل ) محافظ غزة وعبد السلام هنية ( أبو إسماعيل ) عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة ولفيف من القيادات السياسية والرياضية للتعبير عن رفض صفقة القرن .
والظاهرة الأبرز هي التكريم والحفاوة التي حظي بها نجم فلسطين وأحد أبرز نجومها على مر العصور ورئيس نادي الشاطئ السابق وعضو لجنة المسابقات عماد التتري ( أبو رائد ) أثناء مباراة الشاطئ والشجاعية بعد أن حاول بعض الصبية من الجماهير تعكير صفو العلاقة بين الناديين بعد أن تفوهوا بكلمات بذيئة بحق التتري في مباراة الشجاعية والهلال هذا الموقف تداركته إدارة اتحاد الشجاعية ومخاتيرها وجماهيرها الكرام الذين أبدوا أسفهم لما حدث وتضامنهم مع أبو الرائد و أشادوا بدوره الكبير في خدمة الكرة الفلسطينية من خلال زيارته في بيته ومن خلال اللقاء الأخوي الذى تم في نادي الشاطئ البيت الثاني للنجم التتري إضافة للاعتذار المقدم من كبار جماهير الشجاعية لعضو لجنة المسابقات أثناء مباراة الفريقين وتقديم لوحة تحمل صورته احتراما وتقديرا له .