لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الجبل لا تهزه الرياح

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

الجبل لا تهزه الرياح، والإرادة الحقيقية المشبعة بقيم الانتماء لا تنال منها الزوابع وتقصر المسافات، وهي السلاح الفتاك الذي يدك حصون الأعداء.
الإرادة الصلبة التي حملتها القيادة الرياضية كانت الخطوة الأولى على طريق ذات الشوكة، والعزيمة وقوة الإصرار على بلوغ الطموح وتحقيق التطلعات هي التي صنعت الإنجاز التاريخي وكسرت الحصار وحطمت جدرانه، فخلف كل عزيمة هناك دافع وبقوة الدافع تقوى العزيمة وتنتصر.
عبور المنتخب السعودي الشقيق لأرض الإسراء والمعراج وعناق الفدائي الوطني على أرض القدس الشريف في مشهد وطني خلاق عمق الوحدة مع الأشقاء ورسخ جذورها وثبت معالمها ورفع قوامها لتعانق سنام المجد والعزة.
فالحدث التاريخي بكل ما ينطوي عليه الحدث التاريخي من قوة ومفاجأة أو مباغتة وكسر للنسقية أو النمطية والاطِّراد، حدث زلزالي لم يكن أحد يتوقع قوة تأثيره العالية على مستوى العالم، فأبهر الدنيا وأعاد للوطن المكلوم عزه وكرامته، وعزز وثبت الملعب البيتي ،وفجر إرادة الشعوب المناصرة للقضية الوطنية والرياضية بقوتها وغضبها نحو التضامن الحقيقي ليعلو صوتها والانحياز لصوت الحق والعدل والوقوف بقوة في وجه التحديات وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المرابط على أرضه، ورسم معالم المستقبل المشرق لفلسطين والرياضة الفلسطينية.
ما أجمل أن يتعانق الحرم الشريف مع قبة الصخرة المشرفة على إيقاع أهازيج النصر والتمكين التي شكلت ملحمة سعودية فلسطينية أبهرت العالم بقوة عظمتها وتأثيرها وبعدها الإنساني والوطني والإسلامي.
الفارق بين المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة المرء وإصراره والجميع يدرك لا تنجز الأعمال العظيمة بالقوة، ولكن بالمثابرة والإيمان الكبير بحتمية الوصول للأهداف وملامسة النجاح.
لقد آمنت القيادة الرياضية لا شيء ضروري لتحقيق النجاح بعد التوكل على الله أكثر من المثابرة، لأنها تتخطى كل العراقيل وتصهر التحديات وتحطم جحافل اليأس وتصنع المستحيل.
من هذه المنطلقات أكدت القيادة الرياضية وباستمرار أن منهجها وفلسفتها يرتكز في الأساس على وحدة الوطن والمنظومة الرياضية والمحافظة على الثوابت الوطنية والرياضية الراسخة والثابتة والتحليق في فضاء الإنجازات ومواصلة النضال الرياضي بكل أشكاله وألوانه للوصول إلى المأمول واختزال المسافات وتطويع الزمن أن يكون للوطن والقضية الوطنية والمشروع الرياضي الكبير في فلسطين درة عين الأمتين العربية والإسلامية.
ختاما ...
لقد حرصت القيادة الرياضية البحث عن دواء شاف للمحن والتحديات المحدقة التي يتعرض لها الوطن والرياضة الفلسطينية، لأجل الخروج من حالة التيه والتشرذم وتجاوزت ذلك وأصبحت اليوم بعد الملحمة السعودية الفلسطينية تجسد إنجازات يتحدث عنها المؤرخون والكتاب بالفخر والاعتزاز.