لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

السعودية ... شامة فوق القمم

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

إذا تلبدت سماؤك يا وطن الشهداء يوما بالغيوم، واختفت شمس الأصيل، وظن البعض ممن أعمى ابصارهم قمر تشرين أن الفلك لا تستطيع الإبحار والوصول للعنوان فلسطين ، خاب ظنكم ، وبدر المملكة العربية السعودية القادم من الديار الحجازية يهل ويشرق من فضاء بعيد ، يرسل نوره الساطع فيبدد الأوهام وظلمة الليل الدامس ، يمسح ذيول سحابة سوداء ، يرسل ويطبع شامة جميلة فوق القمم البيضاء، ليعانق البرتقال والزيتون والنخيل الأصيل ، وتتساقط على إيقاع اشراقاته واشعاعاته البراقة أمطار الخريف بغزارة وكثافة ، فيفيض المطر المنهمر ويستبشر الرياضيون ومعهم المرابطون على الثغور بموسم حصاد جميل.

يا كاتب التاريخ تريث قليلا وتمعن وأنت تخط السطور في حروف الكلمات والعبارات، لا تكتب فلا بد للزمن أن يقف طويلا عند هذا الحدث الاستثنائي الذي يكتب على إيقاع عظمة الإنجاز الذي صاغ أبجديات حروفه رجال أفذاذ عرفوا حدود مسؤولياتهم الوطنية والقومية والإسلامية، وبرعوا في تصديره للعالم بمشهد وعرس فلسطيني سعودي هو الأول من نوعه في تاريخ الرياضة الفلسطينية.

قف يا كاتب التاريخ وأفرغ حبر القلم واملأه بإنجازات القيادة واكتب على أضرحة الشهداء مسيرة عطاء طويلة، فتاريخ فلسطين الرياضي بإرثه الحضاري يكتب اليوم بإرادة التحدي وصدق الانتماء ليكون مفخرة للأجيال.

اليوم الكلام الفلسفي أمام الانجازات التاريخية الخالدة يذبل وكل الثناء يصغر والوطن يشمخ والرياضة الفلسطينية تنتصر وأهازيج النصر ترتفع وتيرتها والكل الرياضي في الوطن والشتات يهتف لوحدة الوطن ومنظومته الرياضية تحت راية العلم الوطني، الكل يهتف للسعوديين الأبطال العابرين القادمين الزاحفين لوطنهم فلسطين، زغاريد أم الشهيد تعلوا وهتافات الصامدين ترتفع وتهلل وتكبر للقيادة السعودية الرشيدة التي منحت فلسطين انتصارا جديدا سيبقى مضربا للأمثال في كل الأزمنة والأوقات ، بل سوف يدرس كمساق في المدارس والمعاهد والجامعات وسيكتبه الكتاب والمؤرخون في كتاباتهم ومقالاتهم ، لأنه أصبح جزءا مهما وأصيلا من محطة انتصار جديدة للوطن والرياضة الفلسطينية وموقف أصيل للملكة العربية السعودية يعبر عن مساحة الدعم والمساندة والتضامن مع القضية الوطنية والرياضة الفلسطينية والإعلام الرياضي.

اليوم عندما نشاهد قطاعات الرياضيين والإعلاميين يتدارسون ويفكرون عن شكل وألوان الشعارات والمانشتات والعناوين يعطينا دلالات على عمق الفهم الوطني وبعده الاستراتيجي في صيانة وحدة اللقاء واستثمار الحدث وتوظيفه وتصديره للعالم الصامت المتخاذل ليكون صفعة جديدة للاحتلال ومن يسير في ركبه.

اليوم الرياضة الفلسطينية والإعلام الرياضي اشتد عودهما وأصبح أصلب وأقوى من التحديات، وعبور المنتخب السعودي لفلسطين في هذه المحطة التاريخية يعبر عن عمق الوعي الوطني والإصرار السعودي الأصيل على الوقوف والانحياز لحالة الصمود الأسطوري التي تجسدها القيادة الرياضية الفلسطينية بالتناغم مع القيادة الرياضية السعودية التي أكدت وفي كل المواقف والمحطات على الدعم الكامل والثابت للقضية الوطنية والرياضة الفلسطينية.

عبور المنتخب السعودي الشقيق هو إشارة على مدى الجاهزية الإدارية والتنظيمية العالية التي تعيشها الساحة الرياضية الفلسطينية بكل مكوناتها ومدى الإصرار على تثبيت الملعب البيتي وقهر الاحتلال، لاسيما والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم مقبل على أبواب استضافة مجموعة كبيرة من الأحداث واللقاءات والفعاليات الرياضية على أرض فلسطين.

ختاما ...

الاستعدادات لهذا الحدث الكبير لقاء الإخوة والتواصل الفلسطيني السعودي هي رسالة وطنية للعالم بقدرة فلسطين على إنجاح واستضافة كافة الأحداث واللقاءات الرياضية والوصول بها إلى بر الأمان والتأكيد على صلب ومتانة وقوة العلاقة الفلسطينية السعودية الأصيلة والمتجذرة في عمق التاريخ.