لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الأضواء الكاشفة في ملاعبنا

فتحي أبو العلا

(عضو اتحاد الكرة السابق )

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين : كتب/ فتحي ابو العلا
عضو اتحاد الكرة السابق

ان التجربة الممتعة والمرهقة التي خاضها اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بإجراء عدد من مباريات بطولة الدوري العام في قطاع غزة تحت الاضواء الكاشفة تعتبر تجربة رائدة ومفيدة وقد تم الاعلان عن انتهاء هذه التجربة بداية من الاسبوع الخامس وذلك لأسباب موضوعية عايشها الجميع حتى الذين كانوا يشجعون التجربة من اللاعبين و الحكام والجماهير والصحافة وأشادوا بمتعتها كسهرة كروية رائعة أعلن معظمهم عن تراجعهم وغضبهم من هذه التجربة بسبب الاحداث والمعوقات التي واجهت عملية التنفيذ .ِ

في الحقيقة أن جميع ما حدث خلال التجربة كان متوقعا من الناحية النظرية والعلمية ، ولكنها كتجربة تعتبر تجربة ناجحة أوصلت القائمين عليها الى قناعة بأن موضوع إنارة ملاعب كرة القدم ليست بالفزعة ولا بالأماني ولا بوجود أعمدة الانارة حول الملعب فالموضوع أكبر من ذلك بكثير وهو مثل جميع عناصر اللعبة خضع للتجربة والتطور وأصبح علما متخصصا في مجال الهندسة الكهربائية وتتنافس الشركات الكبرى في العالم على تطوير أنظمة التشغيل الكهربائية في الملاعب حسب حجمها وقدرتها الاستيعابية وهناك أصبح أنظمة تتحكم في انارة الملعب للتدريب أو مباراة ودية أو مباراة منقولة على الهواء وهي تكلف مبالغ لا نستطيع حتى أن نفكر فيها الأن .. .. لكن تجربة اللعب تحت الأضواء الكاشفة في ملاعبنا اصبحت أمرا واقعيا شعر الجميع بمتعته وإثارته ومن المفترض أن تعود هذه التجربة بعد دراسة المعيقات ووضع الحلول المناسبة له احسب امكانياتنا وقدراتنا ليس لأنها ممتعة للجماهير فحسب لكن لأن هذا هو التطور الطبيعي الذي يجب أن يصاحب تطوير المنشئات الرياضية ولأن هذا أحد معايير الاحتراف الذي ينص بوضوح على أن تقام مباريات المسابقات الرسمية في الفترة المسائية ، وحتى لا نلقي باللوم على أحد فإن ما تم على أرض الواقع بالنسبة لموضوع إنارة ملاعبنا في قطاع غزة بصراحة تم بطريقة "ع البركة " مرتبطة بالمبلغ المالي المحدد أعمدة وكشافات ومولد كهرباء زي اللي في اليرموك والمقاول والمهندسين عليهم التنفيذ دون دراسة للملعب او احتياجاته من الاضاءة سواء لأرض الملعب أو للجمهور وهذا يحدث عادة بسبب قلة الخبرة وضعف التمويل.
اعتقد الآن وبعد التجربة فإن اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بالتحديد أصبح لديهم رؤية لأهم المشاكل والمعيقات التي واجهتهم التي كان أبرزها من وجهة نظري عدم وجود انارة كافية على أرض الملعب وهذا أمر طبيعي بسبب العشوائية في اختيار الكشافات وعددها وطريقة توجيهها وعدد الاعمدة وارتفاعها لان القانون الدولي ينص على أن الحد الأدنى لكمية الاضاءة على ارض الملعب 1200 لوكس وهذا يحتاج الى متخصص هندسي في هذا المجال ,, ليس من حقنا الافتاء فيه ،، أما موضوع انقطاع التيار فاعتقد أن التنسيق مع شركة الكهرباء ضروري في هذا المجال بحيث يكون هناك تواصل لخدمة ملاعب كرة القدم دون التأثير على عملية التوزيع وأن تكون المولدات في الملاعب جاهزة ومجربة وقادرة على توفير الكمية المطلوبة للمدة المحددة وتحت اشراف فني متخصص لعلاج المشكلات الطارئة وبسرعة وقانون كرة القدم أعطى مجالا محددا لهذا الطارئ " يعني مرة أو مرتين في الموسم " .. واخيرا اعتقد أن زيادة الانارة حول الملعب والطرق المؤدية اليه تعتبر عاملا مهما لتسهيل دخول وخروج الجماهير واحساسها بمتعة مشاهدة المباريات تحت الأضواء الكاشفة ..
وفي الختام اتمنى ان يستطيع اتحاد الكرة ولجنة المسابقات من التغلب على جميع المعيقات التي واجهتم خلال المرحلة التجريبية وأن يتم إعادة تقييم الانارة في ملاعبنا وأقترح أن تكون البداية في اسهلها وهو ملعب الدرة الذي كان مفخرة حين اقيمت عليه اول مباراة على الأضواء الكاشفة في قطاع غزة حتى تصبح جميع الخيارات مفتوحة أمام الاتحاد ولجنة المسابقات لإقامة المباريات في الفترة المسائية وما تحمله من أهمية تشمل المتعة والأجواء اللطيفة والسهرات الكروية وزيادة إقبال الجماهير على الملاعب وفتح باب رزق جديد للباعة المتجولين .
والله ولي التوفيق