كتب / عاهد عوني فروانة

لم يكن تعرفي على الزميل الراحل أنس عاطف محيسن تقليديا، بل استغرق الامر فترة طويلة، بدات من خلال رسالة على صفحة صحيفة الرياضية على الفيس بوك يرغب من خلالها بالتدريب في الصحيفة التي كانت تصدر ورقيا بشكل أسبوعي منذ العام 2013م وتوقفت مع حرب 2014م، لم أرد يومها على رسالته سريعا بفعل ضغط العمل وعدم وجود متسع لمتدربين جدد.

ولكن أنس لم ييأس وواصل الطلب بإلحاح ومن خلال صفحتي الشخصية هذه المرة، مما اضطرني للموافقة على مقابلته في مكتب الصحيفة وأنا في نيتي ان تكون مقابلة روتينية اعتذر له خلالها عن عدم استطاعتنا قبوله، ولكن ما ان حضر الى مقر الصحيفة وجلست معه حتى وجدت شابا هادئا واثقا من نفسه، متمكنا في الصحافة، وشغوفا بحب الرياضة وخاصة كرة القدم، فهو عاشق للأهلي المصري وريال مدريد الاسباني وليفربول الإنجليزي، فلم أتردد في الموافقة على التحاقه بالتدريب في الصحيفة، وأصبحت أوكل له كتابة مواضيع فيها ومن بعدها في الموقع الالكتروني.

وانخرط سريعا في أسرة الصحيفة والتي كانت تضم مجموعة من الشباب الطموحين المتقاربين في السن، وبرز بينهم – رغم هدوئه - بتعليقاته الساخرة والتي تنشر الضحك في أرجاء المكتب وقدرته على العمل وخاصة في الأخبار الرياضية المتعلقة بالكرة العربية والدولية ليشكل إضافة مهمة في هذا الجانب من خلال متابعته الحثيثة وقدرته على التحليل.

لم يتوقف نشاط أنس عند حدود الصحيفة والموقع الالكتروني بل كان فعالا في مجموعة رياضية على الفيس بوك اسمها "الكلاسيكو الرياضية" والتي تضم نخبة من الإعلاميين الرياضيين والمتابعين لكرة القدم العالمية، وهو بالمناسبة من قام باضافتي اليها، والتي تعج بالنقاشات الكروية ولأنس دوما بصمته الحاضرة فيها رغم ابتعاده عن الاعلام الرياضي بفعل انشغاله في عمل اخر، ورغم سفره الى جمهورية مصر العربية للعلاج إلا انه لم ينقطع عن التفاعل فيها.

ولم ينقطع في التواصل الاجتماعي من خلال الزيارات المتبادلة التي كان حريصا على المشاركة فيها مع زملائه اسرة الرياضية.

رحمك الله يا أنس.. كم اوجعنا رحيلك.. سنفتقدك كثيرا يا صديقي.. دعواتنا لك بالرحمة والمغفرة والجنة باذن الله، وستبقى ذكراك الطيبة تطوف بنا ما حيينا.