لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

التأثيرات السلبية والدراماتيكية للاحتراف المبطن على السلة الفلسطينية

كريم عدلي شاهين

(كاتب رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

بقلم/ كريم عدلي شاهين 

ظاهرة الاحتراف المبطن بدأتها بعض اندية الممتازة والاولى والثانية منذ حوالي 12 سنة، ثم انتشرت تدريجيا وبلغت ذروتها في كل الاندية في اخر 5-6 مواسم، فصار الهدف الاوحد للاندية يتمثل في الحصول على الالقاب، دون الاخذ بعين الاعتبار الغايات الرئيسية للاندية في ممارسة وتنشيط اللعبة والتأسيس والتدريب ورفد السلة والمنتخبات المختلفة باللاعبين المميزين.  

اضرار الاحتراف المبطن اثرت بشكل واضح على كرة السلة،  ففقدت كرة السلة ادبياتها ومبادئها و لم يعد هناك مكان للانتماء والتطوع، وكانت سبب في تعويق الغاية الرئيسية من كرة السلة وهو  نشر  وتنشيط اللعبة وتدريب وتطوير اللاعبين بكل فئاتهم، والذي يعتبر افضل استثمار للاندية والمنتخبات.  

فهذا الاحتراف المبطن غير المنضبط وغير المنظم اعطى الأفضلية والتمايز لمن يمتلك المال بعيدا عن الهواية والتدريب وانتاج اللاعبين محليا وبالاخص غالبية اندية الجنوب والوسط، فمن يدفع اكثر يفوز. فاستغلت هذه الاندية هذا الفوضى فقامت باستقطاب افضل اللاعبين من الاندية الاخرى ومن خارج فلسطين بدون ضوابط تحدد عملية الانتقالات، ودفع ثمن ذلك اندية عريقة تعتبر مدارس في تفريخ اللاعبين، فتأثرت بشكل دراماتيكي على قدرة منافستها او حتى صمودها في الدوري الممتاز بعد استقطاب افضل لاعبيهم او لعدم رغبة بعض هذه الاندية الدخول في معمعة هذا الاحتراف المبطن، وساعد ايضا في زيادة ازمة هذه الاندية اللاعبين الراغبين في الانتقال من اجل المال.

ولعل افضل مثال ما حدث لعيبال وحطين ودلاسال القدس وبصورة اقل اهلي القدس، وكذلك تأثرت سرية رام الله العريقة بشكل دراماتيكي وكانت في هذا الموسم على حافة الهبوط.

ونتيجة لذلك اعتمدت غالبية الاندية وخاصة المنافسة على الدوري على اللاعب الجاهز، مما ادى الى جفاف وتردي انتاج اللاعبين في كل الاندية خاصة اندية المال والتي ارتكنت على الحصول على افضل اللاعبين من خلال قدراتهم المالية وبدون مشقة التأسيس والتدريب.  وهذا يمكن ملاحظته في تشكيلة الاندية المنافسة فهي اكثر الاندية التي تفتقر وتفتقد الى انتاج اللاعبين كما ونوعا،  فغالبية لاعبيهم وخاصة المتميزين منهم ليسوا من ابناء النادي وبعض هذه الاندية يعتمد اعتمادا كبيرا في نتائجهم على هؤلاء اللاعبين.

وهذا ادى الى منافسة الاندية لبعضهم البعض من اجل الحصول على افضل اللاعبين،  وبعض هؤلاء اللاعبين وصل الى مرحلة عمرية كبيرة واشباع شبه كامل "مع كامل الاحترام لتاريخهم" ولا يزالون رقم مهم في الاندية والدوري، وذلك نتيجة لقلة عدد اللاعبين وضعف جودتهم خاصة الناشئين والشباب والذين يفترض ان يحلوا محل اللاعبين الكبار. هذا التنافس غير المقنن ادى الى ارتفاع كبير في اسعار اللاعبين، فتحملت الاندية اعباء مالية كبيرة ارهقت ميزانياتها،  في ظل ظروف اقتصادية صعبة وعدم قدرة الاتحادات على دعم الاندية. 

والاحتراف المبطن ادى الى احتكار هذه الاندية لافضل اللاعبين، وتجميعهم في اندية قليلة معينة، وهذا اثر على اللاعبين الاخرين بجلوسهم على دكة الاحتياط، وحتى بعض اللاعبين المنتقلين اصبحت فرصتهم غير كافية في اللعب، مما ادى الى تدني المستوى الفني للدوري والى اضعاف الاندية الاخرى.

من الضروري وضع حد لهذا الاحتراف المبطن من خلال وضع ضوابط وشروط معينة ويكون الجميع تحت سقف القانون وفقا للعدل والمساواة بين جميع الاندية ليكون التنافس متكافئا بين جميع الاندية.

ان تداعيات استمرار هذه الوضع في المستقبل سيكون مؤثرا جدا على الجميع، فمن المحتمل اندثار اندية او وصولها الى عجز كامل في الاستمرار،  مما سيؤدي الى اضمحلال متزايد للعبة، وسترتفع اسعار اللاعبين بشكل كبير وسيستمر ضعف صناعة اللاعب المحلي، ولن يكون لدى الاندية الدافع لتأسيس وتدريب اللاعبين لخوفها من فقدانهم، وبالتالي سيؤثر كله على جميع المنتخبات.

 

كريم عدلي شاهين

14-7-2019