وزارة الرياضة الجزائرية مطالبة بوضع خطة مستقبلية لإدارة الأزمات والكوارث بملاعب كرة القدم

نعمان عبد الغني

(كاتب رياضي)

  • 1 مقال

 الاستاذ: نعمان عبد الغني / الجزائر

 تعتبر الرياضة أحد الأنشطة الانسانية التي لا يكاد أن يخلو مجتمع من المجتمعات من ممارسة أحد أنشتطها، فأصبح التفوق في نوعا منها مظهرا من مظاهر التفوق الحضاري الذي تسعي الدول جاهدة للوصول إليها، إيمانا بأنه يعد انعكاسا لتقدمها في مجالاتها الأخرى. 

كما تعتبر ملاعب كرة القدم الدولية واحدة من أهم المنشآت الرياضية التي يمارس فيها ومن خلالها كافة النشاطات الرياضية على كافة الأصعدة المحلية والدولية، الأمر الذي يضعها من الهيئات الرياضية الأكثر عرضة للمخاطر الناتجة من الأزمات والكوارث، وهو ما يفرض علينا ضرورة وجود إدارة علمية واعيه ومدركة، تكون في حالة استعداد دائم لتوقع ومواجهة الأزمات والكوارث محتملة الحدوث، وكيفية الاستفادة منها وتحويلها إلى خبرات في طريق الاصلاح والتطوير.

 إن كانت الفلسفة العامة لمواجهة الأزمات والكوارث تهدف بالدرجة الأولي‏‏ الي تجنب وقوعها بما يتم اتخاذه من إجراءات وقائية‏، ‏ وإيجاد إطار يحدد المهام والاختصاصات والمسئوليات والسلطات‏، ‏ وتشكيل هيكل مؤسسي يسيطر علي دورة حياة الأزمة أو الكارثة‏، ‏ ويشرف علي التخطيط لإدارة الطوارئ علي المستوي المحلي أو القومي. 

فقد تعاظم الاهتمام بإدارة الأزمات والكوارث كأسلوب للمستقبل والتكيف مع المتغيرات المفاجئة وغير القابلة للتوقع المسبق. فهل تتوفر خطط حاليه أو مستقبلية للتعامل مع الأزمات أو الكوارث، وما هي الأزمات والكوارث التي تعرضت لها ملاعب كرة القدم أو يمكن التعرض لها بالمستقبل، وما هي المؤشرات التي تنبئ بحدوثهما، مع توضيح الإجراءات التي أتخذت لمجابهتهما.

مع الحث على: ضرورة العمل علي تنمية الوعي بإدراك المفاهيم المتعلقة بإدارة الأزمات والكوارث قبل حدوثها، الأمر الذي يعمل علي الاستعداد لإدارتها عن طريق وضع السيناريوهات لأنواع من الأزمات والكوارث محتملة الحدوث، والعمل علي التقييم الدائم لهما، والتنبؤ بأسباب المتغيرات الداخلية والتي منها؛ ملائمة وكفاءة التنظيم، خطوط السلطة والاتصال، علاقات العمل، قلة المهارات والمعارف، التنسيق بين الإدارات الأقسام المختلفة للمنظمة، سوء تصميم المنظمة..، أو الخارجية مثل؛ التنسيق بين المنظمة والجهات المرتبطة بها، سوق العمل، التغيرات في اللوائح والقوانين والتشريعات المنظمة في الدولة، قصور البنية التحتية...- وهو ما يستلزم وضع خطط الطواري بها. 

ضرورة العمل علي إنشاء مركز أو وحدة إدارة للأزمات والكوارث بملاعب كرة القدم الدولية، يتوفر لديها أفراد مؤهلين للعمل علي التنبؤ بكل ما يمكن أن يؤدي إلي أزمات أوكوارث، والعمل علي مواجهتها واحتوائها، كذلك تدريب العاملين علي كيفية اكتشافها والاستعداد لها إداريا ونفسيا وفنيا للتغلب علي الآثار المترتبة عليها. 

أيضا اهتمام المسئولين المعنيين بملاعب كرة القدم بوجود مهندسين متخصصين لديهم خطط لفحص وصيانة المنشئات والمباني بكافة محتوياتها من ملاعب وصالات وأجهزة ومعدات وتجهيزات وبشكل دوري، وأيضا نظم للإنذار المبكر للمساعدة علىاكتشاف ما يؤدي لحدوث أي أزمات أو كوارث محتملة.

 إن نظام الإنذار المبكر للتعامل مع الأزمات وشيكة الحدوث يمثل أهمية في إطار مواجهتها، وفي معرفة كيف ومتي تحدث الأزمة، والأطراف التي تتسبب في ظهورها، وهو ليس من السهل الأمر الذي يستدعي سرعة الحصول علي صورة متكاملة وواضحة للموقف الذي أفضي إلي حدوثها، كذلك اتخاذ الخطوات اللازمة لاحتوائها للتوصل للمخرج المناسب منها. 

إنه على الرغم من أن مسئولي ملاعب كرة القدم لا يقومون بإدارة الأزمات والكوارث، وأن هناك جهات وأجهزة من خارج إدارة ملاعب كرة القدم هي التي تتولي ذلك، إلا أننا يمكن أن نستنبط أن نمط الإدارة السائد هو الإدارة برد الفعل في غياب نظام للمعلومات يمكن الاعتماد عليه، على الرغم من تضافر جهود كافة العاملين بملاعب ولو بصورة مبادرات فردية وذلك لإحتواء الضرر الذي قد تخلفه الأزمة أو الكارثة الحادثة أنه من الضروري رصد جميع الأخطاء والسلبيات التي تمت أثناء حدوث الأزمات والكوارث، والعمل علي دراستها بعمق وتحليليها لتحديد نقاط الضعف والقوة، مما قد يتيح الخروج بدروس يمكن الاستفادة الفعلية منها واستثمارها في أعادة صياغة ما خلفته الأزمات والكوارث، وذلك لضمان عدم تكرارها مرة أخري مستقبليا، كما يجب العمل علي إعداد خطط للطوارئ ذات أهداف واضحة ومحددة، حيث أن المنظمات التي بها خطط مسبقة تكون أسرع وأقدر في التعامل مع ما يحدث، وذلك للحد من الآثار المترتبة عليها، بجانب ضرورة إبلاغ كافة العاملين بمختلف مستوياتهم الوظيفية بتطوراتها، ووضع قواعد وإجراءات وأساليب تستخدم كمرشد لهم أثناء حدوثها. 

ومن هنا تتسم الرؤية المستقبلية المقترحة لوضع الاستراتيجية علي عدد من النقاط وهي: - وضع خطة استراتيجية لصيانة المباني والمنشآت والملاعب بكافة مرافقها المختلفة ومحتوياتها من أدوات وأجهزة ومستلزمات، بما يضمن جودة سير العمل بملاعب كرة القدم.

 - توافر موارد مالية كافية لتغطية كافة الاحتياجات والمستلزمات المطلوبة لأعمال وحدة إدارة الأزمات والكوارث. 

- توفير الموارد البشرية الفنية والإدارية المتخصصة والمؤهلة لكيفية التعامل وقت حدوث الأزمات، وكيفية احتوائها والتقليل بقدر الإمكان من مخاطرها الناتجة.

 - توافر كافه الأجهزة والأدوات والمعدات والمنشئات المستخدمة في إدارة الأزمات والكوارث بأنواعها مثل ( طفايات حريق – خراطيم مياه – مولدات كهرباء – سيارات إسعاف مجهزة – وحدة إسعاف أولي – أنابيب أوكسجين...). 

- عمل دورات تدريبية لكافة العاملين بملاعب الدولية، بمختلف مستوياتهم الإدارية وتخصصاتهم الفنية والإدارية، وذلك لتأهيلهم وتنمية قدراتهم على التنبؤ ومواجهة واحتواء ما يمكن أن يحدث من أزمات وكوارث.