لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

الرياضة تحت الاحتلال نموذج نضالي باسلوب حضاري

رامز أبو مريم

(كاتب)

  • 1 مقال

الرياضية أون لاين : رام الله- رامز ابو مريم 

 الرياضة الفلسطينية نموذج نضالي مقاوم بأسلوب حضاري ، تختصر بسلاستها وسهولة معانيها تشبث الانسان الفلسطيني بأرضه وبحقوقه التاريخية وتحذر المحتل من العبث ومحاولة طمس الحقائق وتزوير التاريخ ،فالجذر الفلسطيني حي ومروي بتضحيات كبيرة على مذبح الحرية ،للحفاظ على عراقة التاريخ الذي يضخ في شريان الحاضر ويؤسس لمستقبل يلوح في الافق ،لينعم اطفالنا وزهراتنا وشبابنا بالحرية لتتواصل دروب العطاء والابداع في شتى المجالات حتى اقامة الدولة الفلسطينية .

منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي، سطعت شمس الرياضة الفلسطينية ونثرت اشعاع خيوطها معلنة عن الحضور الدولي قبل العديد من الدول ومن اوائلها وتحديدا في العام (1928) عندما اعلن عن تأسيس اول اتحاد كرة قدم فلسطيني،وبرزت في العام (1934) محطة مفصلية بمشاركة المنتخب الفلسطيني لكرة القدم بتصفيات كأس العالم مسجلة اول حضور رسمي أسيوي وعربي بجانب المنتخب العربي المصري آن ذاك والذي استطاع تحقيق الفوز على منتخبنا الفلسطيني.

مع بدء ثورة البراق وبعد المؤامرة الدولية وحلول النكبات و النكسات والانتفاضات ضد الاحتلال الاسرائيلي وتشتت الشعب الفلسطيني فكما اصاب الشعب ونهبت الارض حل بالحركة الرياضية الضياع والتشتت توقف النشاط لانخراط الشباب الفلسطيني في مجريات الاحداث واستشهد وجرح الكثيرين منهم وزج بالعديد في المعتقلات والسجون وهجرت الساحات والملاعب واجبر الرياضيون للدفاع عن شعبهم ووطنهم بممارسة لعبة رمي الحجارة لرجم جنود الاحتلال بديلا عن كرة القدم والالعاب الاخرى.

مع توقيع اتفاق اوسلو عام (1993) وقدوم السلطة الى ارض الوطن عادت الحركة الرياضة بشكل رسمي واعيد افتتاح الاندية والمراكز بشكل تام وتم تشكيل اول وزارة للشباب والرياضة على الارض الفلسطينية وعملت قدر المستطاع على انجاز وتهيئة الملاعب والمنشآت لتدب الحياة الرياضية من جديد ويظهر على السطح اندية جديده لاستيعاب الشباب وتمكينهم من ممارسة الانشطة الرياضية وقد سبق اتفاق اوسلو ان كانت القيادات التابعة لمنظمة التحرير في الخارج توصل الليل بالنهار وتكافح وتجاهد وتطرق كل باب لأجل انضمام اتحاداتنا الرياضية الى الاتحادات الدولية دون كلل او ملل وسط تحدي كبير والتحيز للطرف الاخر متذرعين بان فلسطين ليست دولة قائمة.

ورغم ما تلاقيه الرياضة الفلسطينية من صعوبات والمعاناة في سبيل نهوضها والعدد من العراقيل والانتهاكات التي تضعها دولة الاحتلال أمام الحركة الرياضة الفلسطينية وتنقل الرياضيين الفلسطينيين داخل وخارج الوطن هذه العراقيل المتمثلة بعدم وجود حالة من التواصل الجغرافي بين الأراضي الفلسطينية،وعدم استطاعة الرياضيين الوصول إلى غزة وبالعكس وكذلك السفر للخارج ،وحرمانها من مقومات النهوض، وعدم توفر الأدوات والمستلزمات الرياضية، إضافة إلى شح الإمكانيات المالية وعدم وجود الحاضنات التي تتيح وجود بيئة أمنة ومستقرة لواقع وممارسة الحركة الرياضية الفلسطينية لأنشطتها ،وعدم وجود فرص الاحتكاك مع الرياضيين في خارج فلسطين بسبب حالة إغلاق المعابر المستمرة.

 الى ان الحركة الرياضية مستمرة ودوريات كرة القدم و كرة السلة واليد والطائرة وسائر الالعاب الرياضية منتظمة مع وجود الكثير من المواهب التي اذا اهتم بها يمكن ان تصل الى العالمية .

الرياضة الفلسطينية من افضل اشكال المقاومة فهي توصل كلمة الشعب الفلسطيني الى العالم عبر تمثيل منتخباتها وانديتها في البطولات القارية والعالمية مثل تمثيل المنتخب الفلسطيني لكرة القدم في كأس اسيا مرتين ، و منتخب كرة السلة مرة واحدة ،وتمثيل الاندية في المسابقات القارية كتمثيل نادي سرية رام الله لبطولة اسيا لكرة السلة للاندية ،وغيرها من الرياضات الاخرى، رغم كل ما قامت به حكومة الاحتلال من عراقيل للرياضة الفلسطينية الا انها تطورت واصبحت موجودة على خريطة العالم وتمثل الوطن احسن تمثيل ،فلا بد من الاهتمام بالشباب واقامة مراكز تحتضنهم لتوعيتهم وابعادهم عن ما يغيب عقلهم ، فانخراطهم في الرياضة افضل من انخراطهم في الادمان الذي يدمر اجسامهم وعقولهم .