لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

شمس الوحدة تشرق من غزة العزة

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال



الرياضية أون لاين : كتب / أسامة فلفل

انقشع الظلام في غزة العزة وبزغ فجر الأمل ولاح في الأفق نجم ساطع قادم من ضفتنا الفلسطينية الصامدة يرسل شارات النور المصحوبة بوهج النصر، حاملا بواعث المجد والعزة والكرامة، يسير بامتداد البصر، عاقد العزم على الدوران في محور جاذبية مدينة الصمود وبوابة العزة والكرامة غزة هاشم.

ليس غريبا على هذا النجم الساطع " نادي شباب خليل " الذي ارتبط اسمه مع أندية الوطن العزيز بكل معاجم اللغات ، وكان عبر مراحل التاريخ يشكل بوصلة حقيقية لوحدة الوطن والرياضة الفلسطينية أن يخترق الموانع والحواجز الواهية في محطة هامة من تاريخ نضالنا الوطني والرياضي، ليسطر من جديد ملحمة العشق والوحدة الوطنية والرياضية الجامعة ويعيد بلورة وصياغة حروف التاريخ الوطني المعطر والمشبع بالإنجازات التاريخية لوطن يعيش في أفئدة الشعب الصامد الرافض للذل والهون والاحتلال، فيرسل هذا النجم رسائل بمضامين وطنية لكل قارات العالم الصامت المتخاذل يعبر فيها عن قوة وصلابة وعظمة الشعب الفلسطيني، وإصراره العنيد على التمسك بالثوابت وبوحدته الوطنية صمام أمان الوطن وسياجه المتين.

الرائع في هذه المحطة الاستثنائية خروج شعب القطاع الوفي الصادق بكل ألوانه وأطيافه ومشاربه الوطنية والرياضية لاستقبال النجم القادم من مدينة خليل الرحمن التي كانت ولاتزال وستبقى عنوان تاريخي لصمود العزة الذي يتناغم مع صمود غزة والقدس ونابلس وكل مدن الوطن المأسور والمكلوم.

أيها العابرون والمحلقون في فضاء غزة هاشم لقد سجلتم بعبوركم الميمون وتحليقاكم في سماء مدينة المقاومة الباسلة مدينة خانيونس ملحمة وطنية سابقت الزمن ووحدتم الجغرافيا الفلسطينية، وجسدتم وحدة الوطن.

لقد تعلمنا منذ طفولتنا البريئة كيف يكون الانتماء صادق للوطن ومنظومته الرياضية، وتعلمنا كيف يكون العطاء الصادق جسر للعبور لواحة الوطن الخضراء، وتعلمنا كيف نترجم حالة الصمود والنضال إلى أليات ونظريات تكون بواعث لاستمرارية حالة النضال حتى تحقيق الأهداف الوطنية.

نعم يا أبطال نادي شباب الخليل، ويا أبطال نادي اتحاد خانيونس ها أنتم اليوم تعيدوننا لمواقع الشرف والبطولة وتكتبون حكاية الوطن المأسور والرياضة الفلسطينية للأجيال القادمة على إيقاع ملحمة الوحدة العظيمة، وصور التضحية والإصرار.

نعم أيها الأبطال ... تعلمنا أن الذي يغير ويبدل هو مادة التاريخ وصور البطولة والفداء وعظمة العطاء وحالة النضال ونطاقها الواسع، ومنجزات الوطن التي يكتب أبجديات حروفها الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم، الذي استطاع وبرغم المنعرجات والتحديات أن يغير مجرى التاريخ، ويحطم كل جحافل اليأس والخنوع والركوع، ويعيد للوطن العزيز شموخه وكبرياءه.

اليوم أيها الأبطال أصبحت أسمائكم وأسماء أنديتكم العريقة يطرزها الكتاب والمؤرخون في صفحاتهم لتعرف الأجيال القادمة مسيرة النضال الرياضي التي تسطر رغم شلال الدم النازف من خاصرة الوطن المكلوم.

ختاما ...

لقد أصبح الثامن من أبريل يوما تاريخيا ووطنيا حيث يتزامن مع العيد الوطني للرياضة الفلسطينية الذي يصادف في السادس من أبريل، فلابد من ترسيخ هذا اليوم الخالد على الرزنامة الفلسطينية لما يمثله من فاصلة تاريخية للقيادة الرياضية الفلسطينية في محطة فارقة من تاريخ نضالنا الوطني.

اليوم مشاعر الاعتزاز بملحمة الوحدة الوطنية والرياضية التي سجلها الاتحاد الوطني الفلسطيني لكرة القدم وجموع الشعب الفلسطيني البطل ترسم خارطة الوطن الرياضية وتجسد ملامحها على الخارطة الرياضية العالمية.