لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

بإنتظار "فدائي" المستقبل

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب


الرياضية أون لاين : أمجد الضابوس

 لم يحول المنتخب الفلسطيني حلم الوصول للأدوار الإقصائية في كأس الأمم الأسيوية 2019 إلى حقيقة، رغم أن الفرصة كانت سانحة لتحقيق هذا الإنجاز.. صحيح أن قصة الصعود لدور ال16 بدأت كحلم؛ باعتبار قوة المنافسين، أستراليا وسوريا والأردن، لكنْ بعد الحصول على نقطة أمام سوريا، وانتظار تحقيق الفوز على الأردن المتأهل رسميا، جعل من احتمال الصعود حقيقة لا خيالًا.
حتى في ظل حالة الرضا العامة، عن المشاركة في نسخة 2019، بعد الخروج بنقطتين وشباك نظيفة مرتين، مما ساهم في تحسين الصورة الباهتة التي ظهر بها الفدائي في نسخة 2015 بأستراليا، حين خسر 3 مباريات واستقبلت شباكه 11 هدفًا مقابل تسجيل هدف وحيد، يجب أن يستمر النقاش حول ضياع الحلم الفلسطيني، بتجاوز مرحلة المجموعات؛ لأن فرصة تحقيق إنجاز كهذا، لا تتكرر كثيرًا في المحافل القارية.
وبداية النقاش يجب أن تركز على أسباب الإخفاق وتحديد أهداف المرحلة المقبلة، وما إذا كان الفدائي بتركيبته الحالية، من جهاز فني ولاعبين، قادرًا على تحقيق هذه الأهداف، ثم يتبع ذلك تقرير مصير الجهاز الفني سواء بالإعفاء أو البقاء، على أن يتم ذلك، استنادًا لأداء رفاق عبد اللطيف البهداري خلال المواجهات الثلاث التي لعبها الفدائي في المجموعة الثانية.
ومن باب الإنصاف، فإن المدير الفني لمنتخبنا الوطني، الجزائري نور الدين ولد علي، لا يلام لأنه اعتمد الأسلوب الدفاعي البحت في مواجهة منتخب سوريا الذي كاد أن يكون موندياليًا، والمدجج بنجوم يلمعون في أعتى الفرق العربية، على غرار عمر السومة وعمر خريبين، وأمام أستراليا حاملة اللقب، وفي أغلب فترات لقائه ضد النشامى، لكنه يعاتب؛ لأن مهاجمي منتخبنا كانوا عاجزين عن تهديد شباك المنافسين، لدرجة أن عدد الفرص المحققة للتسجيل في المباريات الثلاث لم تتجاوز الثلاثة.
اللجوء للدفاع واعتباره خير وسيلة للفوز ليس عيبًا في ظل الإمكانيات المتاحة والإقرار بموازين القوى داخل المجموعة، لكنّ العقم الهجومي يوضح حقيقة الخلل العام في جميع خطوط الفدائي، وهو الأمر الذي تؤكده القاعدة الكروية القائلة، إن أصل أي ضعف هجومي سببه ضعف دفاعي غير قادر على بناء الهجمات.
وبعيدًا عن العواطف، التي تسكن كل محبي المنتخب الوطني، يجب أيضًا، تقييم دور الجهاز الفني في المرحلة الماضية، بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، وما تحقق خلالها من نتائج، خاصة وأن الفدائي وخلال مرحلة التحضير لمشاركته في الكأس الآسيوية، حقق نتائج طيبة، كالتعادل أمام الصين التي يدربها الإيطالي المخضرم مارشيلو ليبي الذي قاد الآزوري للتتويج بلقب مونديال 2006، وأمام إيران المرشحة القوية لإحراز اللقب الآسيوي.
مشاركة الفدائي في البطولة الآسيوية صفحة وطويت، لكن نتائجها قدّمت ما يكفي من الدروس والعبر التي يجب استخلاصها، وكشفت الكثير عن طبيعة وشكل استحقاقات المرحلة المقبلة، بما تحمله من تحديات وصعوبات أفرزتها التغيرات في خارطة الكرة الآسيوية، لذلك فالتقييم ضروري، والتنفيذ يجب أن يبدأ الآن وليس غدًا.