عن الأذان وعلامات الإيمان !!

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب


الرياضية أون لاين : أمجد الضابوس

أكثر شيء أثار الاستغراب والدهشة، أو قل إن شئت المضحك المبكي، عقب الأخبار التي أُشيعت حول إيقاف الحكم نادر الحجار، على خلفية إيقافه إحدى المباريات في الدوري الممتاز، أثناء رفع أذان صلاة العصر، هو ردة الفعل العاطفية والرافضة للقرار الذي نفاه اتحاد الكرة لاحقًا.

والأمر يستحق أن يدخل في مفهوم المضحك المبكي، لأنك لو سألت أحد هؤلاء المتباكين، وهو يتابع مباراة في كرة القدم على التلفاز، لريال مدريد أو برشلونة أو الأهلي أو الزمالك، هل يخفض صوت المعلق، أو يُطفئ الجهاز، احترامًا لصوت الله أكبر إذا نطق خلال المباراة؟ ولو سألت كم عدد الذين يفعلون ذلك؟ بالله عليكم كم سيكون العدد؟!

وانطلاقًا من هذا المفهوم، أقول لهؤلاء المتباكين قبل أن يسلوا سكاكينهم ليطعنوا بها قلب الاتحاد، إنه من كان منكم بلا خطيئة، فخَفَضَ الصوت أو أطفأ الجهاز، إذن، فليرمِ اتحاد الكرة بالحجر، والسكين أيضًا؟! 

وثمة مفارقة أخرى، فالمباراة التي توقفت أثناء رفع الأذان، لُعبت في يوم كانت تُقام فيه مباريات أخرى.. فهل أن الحس الديني لدى حكام هذه المباريات ضعيف لعدم إيقافها؟ وإذا كان ضعيفًا، هل يؤتمن هؤلاء على إدارة مباريات تنافسية فيها خاسر ومنتصر؟!

قد يبادرني البعض بالسؤال: وهل قرار بإيقاف اللعب أو استمراره خلال مباراة، هو علامة من علامات الإيمان والتقوى والعمل الصالح، جزيت خيرًا؟ 

سأقول وكلي يقين، لا يا أخي الحبيب، فالإيمان فعل قلبي وليس شكليًا، ولم يكن الخفض والرفع، في أي يوم من الأيام، شاهدين على تقوى العبد وصلاحه، حتى إن أمير المؤمنين عمر، عندما رأى رجلًا خافضًا رأسه مظهرًا للنسك، نهره وقاله له لا تمت علينا ديننا أماتك الله!

لأجل ذلك، أرفض إصدار أي أحكام مؤيدة أو مشككة في موقف الكابتن نادر أو موقف اتحاد كرة القدم، وإعطائها الصبغة الدينية، إدراكًا لخطورة هذا السلوك، وتعارضه التام مع مبادئ المنافسة الشريفة!!

أيها الرافضون والمتصيّدون والمتباكون، الإيمان عند قضاة ملاعبنا واتحادهم الكروي، لا يُقاس بإيقاف المباريات أو استمرارها خلال الأذان، هم عبيد كبقية عباد الله.. وقرار كهذا، كان يجب أن لا يكون فرديًا، أو جرّاء اجتهاد شخصي، وإنما بقرار موحد من جهة رسمية، هي اتحاد كرة القدم.