الاستثناء فلسطيني .. يلا فدائي 

الرياضية أون لاين : بقلم : فهد محمد

المشاركة الثانية على التوالي للمنتخب الفلسطيني في البطولة الاقوى اسيويا ، له خير دليل على تقدم وتطور الكرة الفلسطينية في زمن قياسي هائل وغير مسبوق ، في القارة الأكبر على مستوى العالم والتي تضم أكثر من 46 اتحاد رياضي لكرة القدم ، حتى الوصف ان المستحيل تحقق ، منذ وقت قريب كان حلم بعيد المنال .

ولان الاستثناء فلسطيني قد تفوق اتحاد الكرة على نفسه وشكل حالة رياضية فريدة من نوعها ، في ظل ظروف ومعطيات غاية في الصعوبة والتعقيد لاتخفى على أحد ، حيث ان الكثير من الدول والتي تتقدم علينا بمراحل ماديا وبشريا ولوجستيا وتجاريا ، لم تتمكن حتى من نيل المشاركة في العرس الأسيوي . 

امم اسيا في الامارات ، لعلها تختلف كثيرا عن المشاركة السابقة للمنتخب الوطني في استراليا ، حيث ان الوصول الى نهائيات النسخة السابعة عشر آتت عبر رحلة طويلة من تصفيات مزدوجة مرهقة استمرت قرابة أربعة اعوام ، خاض فيها الفدائي العديد من اللقاءات القوية مع منتخبات عدة من شرق وغرب القارة تطور فيها الاداء ، وبات لدى اللاعبين المحليين خبرة المشاركة والقدرة على مجاراة لاعبي منتخبات يشار لها بالبنان ، ما سمح للبعض الاحتراف الخارجي واثبات امكانيته وقدراته الفنية والبدنية ، ناهيك عن حضور بعض الطيور المهاجرة من اصول فلسطينية ، والتي تنشط في العديد من الدوريات الاوروبية والامريكية .

وهذا بالاضافة الى الاستعدادات المبكرة ، وما تخللها من معسكرات مغلقة ومؤازرة قل نضيرها ، وظهور لافت في التجارب الودية امام منتخبات صفوة القارة .

المشاركة الفلسطينية استثنائية في حضورها ومضمونها ورسالتها ، لا سيما ان الجميع موحد خلف الفدائي في وطن باتت تشتد فيه مؤامرات الفرقة والانقسام ، والتغول على حقوق شعبه ومحاولات طمس هويته ومصادرة مقدساته .

الجماهير الفلسطيني تنتظر بشغف مشاهدة منتخبها في النهائيات القارية حاملا الراية الفلسطينية امام العالم بكل عزيمة واصرار على التحدي ، وتأمل ان يعيد الفدائي رسم البسمة والفرحة على محياها .