سنغني فدائي مرة أخرى .. هذه المرة في سماء الإمارات

كتب/ مؤيد طنينة - 

وصل المنتخب الوطني الفلسطيني لنهائيات كأس آسيا مجدداً، بعد مشاركته الأولى تاريخيا في النسخة السابقة التي أقيمت عام (2015) بأستراليا، حينها رُفع العلم الفلسطيني وعُزف النشيد الوطني، ليعتبر الأمر إنجازاً تاريخياً بصرف النظر عن النتائج السلبية المحققة؛ لصعوبة المجموعة التي تتواجد بها منتخبات الأردن واليابان والعراق. 
لم يجنِ المنتخب الفلسطيني أيّة نقطة، ولم يسجل سوى هدف يتيم بقدم "جاكا حبشيه" أمام المنتخب الأردني، لتكون المشاركه الآسيوية الأولى رسالة مفادها "نحن هنا باقون ومستمرون".
عاد لاعبو الفدائي وفي قلوبهم حسرةٌ وخيبةٌ حاولوا إخفائها، والذريعة العلنية كونها المشاركةُ الأولى، إلا أنّه كان في قلوبهم شئٌ آخر، حزنٌ وكسرةُ خاطر، وتخييب لآمال الشعب الفلسطيني.
بعدها بدأت الرحلة، حينما عاندتهم الأقدار مرةً أخرى، وأوقعتهم بمجموعة تصفيات كأس العالم (2018) وكأس آسيا (2019) منتخبات الإمارات السعودية تيمور الشرقية وماليزيا، ليُحرج المنتخب السعودي بالتعادل بهدف، رغم رفض الأخير خوض المباراة بفلسطين، ويخسر الفدائي بالسعودية في مباراة مثيرة بثلاثة أهداف لهدفين، ويحقق فوزاً ذهاباً وإياباً على ماليزيا، ويتعادل ذهاباً ويفوز إياباً على تيمور الشرقية.
أما منتخب الإمارات فتعادل بفلسطين بدون أهداف وحقق فوزاً بثنائية على أرضه، ليصبح المنتخب الفلسطيني ثالثاً في المجموعة، ويتأهل إلى المرحلة الثالثة من تصفيات كأس آسيا (2019)، وتصعد السعودية والإمارات لاستكمال تصفيات كأس العالم (2018).
بعدها أصبح للفدائي كلمةً أخرى، الجميع أصبح يراقب لاعبي الفدائي، ورفعوا لافتة التحدي عالياً، ليقف الحظ معهم هذه المرة ولو متأخراً، ويأتي بمجموعتهم فرق كالمالديف وعُمان وبوتان، ليستعرض الفدائي عضلاته ويحقق ثاني أعلى نتيجة بتاريخه بفوزه على بوتان بعشرة أهداف، وكان نصيب القائد عبد اللطيف البهداري منها أربعة أهداف. 
وبهذا حقق الفدائيون خمسة إنتصارات من أصل ستة، وخسروا لقاء واحداً أمام المنتخب العُماني، ليخسر صدارة المجموعة بفارق الأهداف؛ ويصعد الفدائي لكأس آسيا (2019) في الإمارات مناصفةً مع عُمان. 
وضمن حملة دعم وتأييد أطلقها البرنامج الرياضي "سوبر سبورت" على "10" إذاعات فلسطينية باسم "كلنا مع الفدائي"، دعم أبرز الإعلاميين واللاعبين في الوطن العربي، ووجه اللاعب الدولي الجزائري المعتزل "لخضر بلومي" رسالةً يطالب بها لاعبي الفدائي باللعب برجولة والقتال؛ لأنه الخيار الوحيد أمامهم.
أما الإعلامي المغربي بقنوات بين سبورت "خالد ياسين" اعتبر تأهل المنتخب الفلسطيني لبطولة كأس آسيا مقاومة وانتصاراً لهم؛ في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظلم وقهر وتقييدات على حرية الحركة وممارسة النشاطات الرياضية المختلفة. 
يُذكر أن المنتخب الفلسطيني أقام معسكراً تدريبياً لمدة "45" يوماً في العاصمة القطرية الدوحة، واجه خلالها منتخبات "اليمن، إيران، العراق، وقيرغستان" بالترتيب.