لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

حكاوي الملاعب: دوري ببلاش والشاطيء يخسر ويتصدر

جهاد عياش

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

الرياضية اون لاين : كتب : جهاد عياش

جولة اخرى تنقضي من دوري أندية غزة الممتازة ومازالت علامات الاستفهام تطرح عن راعي هذه البطولة ولماذا تأخر إعلان الرعاية حتى الآن  وهل ستتدفق الأموال على الأندية من الرعاية أو مكرمة الرئيس لكي تواصل مسيرتها أم تعلن الأندية توقفها بسبب قلة ذات اليد ،وضع قد يؤثر على الأداء الفني والإداري للاعبين والمدربين وهوما نلحظه جليا في معظم المباريات التي اتسمت في اغلبها بالضعف البدني والتكتيكي واهدار الفرص السهلة التي تنتج في اغلبها عن أخطاء دفاعية ساذجة ، هذا وأكثر سنتعرف عليه في الأسطر التالية:

أولا : دوري ببلاش  

قبل بدء المسابقة كثرت الاجتماعات واللقاءات بين رؤساء الأندية حتى يخرجوا بقرار بخوض غمار الدوري أم لا بسبب عدم وضوح الرؤية المادية من حيث الدعم أو الرعاية ،وهددت معظم الأندية بعدم اللعب ولكن في نهاية الأمر استسلم الجميع للأمر الواقع وانطلقت المسابقة  على الرغم من الفقر والديون المالية والاستحقاقات الشهرية التي تكبل أيدي رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية وربما نرى تأثيرها على أرض الواقع قريبا جدا من خلال عدم قدرة الأندية على توفير مرتبات المدربين واللاعبين والأطقم الإدارية والفنية والطبية، بل ظهر ذلك جليا من خلال الملابس القديمة التي يرتديها اللاعبون وهي إما من الموسم الماضي أو الملابس التي حصلوا عليها بعد مشاركتهم في بطولة بيان أبو خماش التي نظمتها مؤسسة أمواج هذه المؤسسة التي دعمت الأندية مشكورة بمبلغ زهيد لايكفي لشهر واحد فقط .

وكما يعلم الجميع أن المواسم السابقة شهدت رعاية مقبولة من شركة جوال أولا ثم من الوطنية موبايل ثانيا وهذه الرعاية درت على الأندية مبالغ محترمة إضافة إلي مكرمة الرئيس السنوية أعانت الأندية على سد احتياجاتها وتسيير أمورها مع بعض الاجتهاد من رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات في الحصول على الدعم المادي لأنديتهم من المؤسسات الخاصة من خلال المنح التي كانت تتلقها الأندية، ومع ذلك كله كانت الاندية تولول وتصيح من قلة المال وكثرة الديون وتوالي الاستحقاقات فما بالك اليوم وهي تجد نفسها بلا أنيس ولا ونيس وقد يكلف الموسم الواحد أكثر من 100 ألف دولار فكيف توفر ذلك وإلي أي مدي تستطيع الصبر والصمود ؟؟

وقد طالعتنا بعض الأخبار أن تأخر الإعلان عن رعاية الدوري الممتاز من قبل الوطنية موبايل هو بسبب تغيير اسم الشركة ولا أدري إن كان هذا السبب حقيقيا ام لا وإن غدا لناظره قريب.  

ثانيا : الشاطئ يخسر ويتصدر

في الأسبوع الماضي فاجأت جماهير البحرية بسلوكياتها الرائعة الجميع وانهالت عليها عبارات المدح والثناء وشكر لهم القاصي والداني هذه السلوكيات وثمنها على عكس نتائج فريقها الهزيلة التي لا تتناسب مع طموح هذه الجماهير المعلمة التي تعلمنا درسا تلو الآخر ففي الأسبوع الماضي كما شاهد الجميع كيف نظفت تلك الجماهير المدرجات بعد انتهاء المباراة بالتعادل واكتسبت احترام عناصر اللعبة جميعا وتفوقت على الأداء الفني والتكتيكي للاعبين و حصدت العلامة الكاملة بالإجماع، وفي هذا الأسبوع أظهرت لنا جماهير البحرية وعيها السياسي ومشاركتها في الأنشطة التي تدعو إلي انهاء الانقسام من خلال لوحة كبيرة رسمت عليها جميع شعارات أندية الضفة الغربية تحت شعار  & شعب واحد لا شعبين & في إشارة واضحة أن الرياضة ليست فقط للتسلية والترفيه بل هي أيضا معول بناء للوحدة الوطنية وترسيخ مفهوم & فلسطين تسعنا جميعا& ولا داعي أن يبقي الانقسام البغيض الذي ينهش احلامنا ومقدراتنا ويضعف قوتنا ووحدتنا أمام التحديات الجسام .

ولم تكتف الجماهير عند هذا الحد بل ظلت ملتزمة بالتشجيع النظيف على الرغم من هزيمة فريقها وكما فعلت هذه الجماهير في السبوع الماضي - التي أصبحت ظاهرة فريدة في ملاعبنا وليست سلوكا فحسب فقد قامت الجماهير بتنظيف المدرجات بعد انتهاء المباراة رغم الهزيمة ووضعت كل جماهير كرة القدم في قطاع غزة امام الاختبار في السلوكيات والأداء، ولا يختلف اثنان على أن جماهير خدمات الشاطئ قد حظيت بالمرتبة الأولي للأسبوع الثاني على التوالي وتصدرت المشهد الجميل بلا منازع .

ثالثا : تعرف على مثلث  برمودا الرهيب

بعد عشرات السنين من العتمة والنسيان ظننا أن أندية الشمال لن تقوم لها قائمة وستظل حبيسة المحاولات غير الجادة للظهور بين كبار كرة القدم الغزية، وحاول شباب جباليا منذ عدة سنوات واجتهدت إدارته ولاعبيه وجماهيره في أكثر من مرة للصعود للدوري الممتاز ونجحوا في ذلك لكنهم سرعان ما عادوا إلي دوري المظاليم، ولكن بعد صعودهم في الموسم قبل الماضي يبدو أن الفريق تعلم الدرس جيدا وعرف كيف  هي الطريق إلي الصمود وتحدي الكبار وهذا ما ظهر جليا على نتائج الفريق في البطولة الماضية عندما فاز الفريق على العديد من الفرق الكبيرة وتخطاها في الترتيب وأصبح ملعبهم البيتي الواقع في بيت لاهيا مرعبا يخشاه القاصي والداني، وحقق الفريق انطلاقة مثالية هذا الموسم بعد فوزه في مباراتيه ضد بيت حانون الأهلي واتحاد الشجاعية على التوالي وتصدر جدول المسابقة، وها هو شقيقه بيت حانون الأهلي الصاعد حديثا إلي دوري الأضواء بعد طول غياب يفجر مفاجأة من العيار الثقيل  بفوزه على حامل اللقب  شباب خانيونس في عقر داره قبل أن يخسر بصعوبة من شقيقه شباب جباليا هذا الفريق الذي كان يعاني من شبح الهبوط إلي الدرجة الثانية في الموسم الماضي قبل أن ينتفض الفريق في الدور الثاني بعد تعاقد الفريق مع المدرب القدير نعيم  سلامة حيث وصل بالفريق في نهاية الدوري إلي المركز الأول ليظفر ببطاقة الصعود  الأولي ومع مواصلة سلامة مدربا للفريق تطور الفريق وهو عازم العقد على البقاء في الدوري الممتاز إضافة إلي صعود  الشقيق الثالث اتحاد  بيت حانون إلي الدرجة الأولي هذا الموسم وحصوله على 4 نقاط  من مباراتين في قمة جدول الترتيب وهذا يعني أن فرق الشمال الثلاثة هذا الموسم ستكون صعبة المراس نظرا لما تتمتع به من قوة وصلابة ورجولة وتحدي وأن تخطي هذه الفرق يحتاج إلي  جهد كبير وأن زيارة ملاعب الشمال ستكون بمثابة زيارة مثلث برمودا من الصعب الخروج  سالما منه  .

رابعا  : المزين يتألم وصيدم يتحدى وهاشم يدرس ويرسب

كثيرة هي أحاديث المدربين بعد كل مباراة وغزيرة مشاعرهم  عند الفوز أو الخسارة ومن حين لآخر يلفت انتباهنا بعض التصريحات سواء إيجابية أو سلبية ومنها الموضوعي ومنها التبريري ومن هذه التصريحات: ماقاله مدرب غزة الرياضي محمود المزين وهو صاحب تجارب ناجحة وأخرى فاشلة مع خدمات رفح كلاعب ومدرب بعد خسارته أمام الصداقة بهدف نظيف ان الألم الذي يصيبنا في البداية أفضل مما يصيبنا في النهاية وهذا كلام منطقي بشرط أن يقوم المزين وكوكبة اللاعبين بتصحيح المسار واللعب بجدية أكبر وعدم استسهال المنافسين ومعالجة إهدار الفرص الغريب واستغلال التغييرات بشكل أمثل.

على الجانب الآخر وبعد نهاية مباراة فريقه اتحاد خانيونس امام شباب رفح بالتعادل السلبي تحدث صيدم مدرب الاتحاد متحديا أي فريق يأتي لملاقاة فريقه حينها لن يخرج إلا مهزوما وقال أن فريق الشباب فاز بنقطة وفرقه خسر نقطتين وأضاف إذا فزنا في مبارياتنا البيتية وتعادلنا في الخارجية سنفوز بالدوري لامحالة ، ولاشك أن الشحن المعنوي مطلوب والدعم النفسي مهم ومؤازرة الجماهير ضرورية ولكن في الوقت المناسب وحذاري من الثقة الزائدة والإطراء المبكر والتحدي الوهمي  .

وفي حديثه بعد خسارة فريقه الشاطئ أمام الهلال أكد هاشم أنه درس فريق الهلال جيدا وهو على دراية بأسلوب لعبه ويعرف نقاط ضعفه وقوته وتوقع أن يعتمد الفريق على التأمين الدفاعي بأكبر عدد ممكن من اللاعبين والانطلاق بالكرات العكسية من أجل مباغتة دفاعتنا  وبالفعل نجح الهلال في الوصول إلي مرمى البحرية أكثر من 5 مرات سجل من إحداها يوسف سالم هدف الفوز في حين لم يعالج مدرب البحرية الثغرات الدافعية أو الاعتماد على طريقة تقيد حركة مهاجمي الهلال كما أنه لم يستخدم الأطراف أو التسديد من خارج منطقة الجزاء وأصر لاعبوه خاصة سليمان العبيد على الاختراق من العمق مما صعب المهمة ولم تجد التغييرات نفعا وخسر مدرب البحرية المباراة على الرغم من دراسة المنافس .

خامسا : جماهير رفح تعلن الحرب على القصاص

أثناء مباراة فريق خدمات رفح مع خدمات خانيونس والتي انتهت بفوز خدمات رفح 2/1 فاجأتنا الجماهير الرفحية بشعار لاعلاقة له بالمباراة التي كان يقودها الحكم عاهد المصري الذي احتسب ركلتي جزاء مثار جدل ضد فريقهم ضاعت إحداها  حيث كانت تنادي على حكم المباراة الرابع سامح القصاص وتطالبه بالابتعاد عن تحكيم أية مباراة لهم في إشارة واضحة ورسالة موجهة لاتحاد كرة القدم ولجنة الحكام بعدم اسناد مباراة القمة في الأسبوع الثالث بين فريق خدمات رفح وشقيقه شباب رفح للحكم القصاص وهذا ربما يشكل ضغطا كبيرا على  لجنة الحكام و هي تختار حكما لهذا اللقاء الحماسي ويعتبر تدخلا في عمل لجان الاتحاد ولايجوز بأي حال من الأحوال أن تختار الأندية حكاما بعينهم أو ترفض حكام بعينهم فهل سيكون القصاص حكما للقاء القمة في الأسبوع القادم أم سيستبعده الاتحاد من هذه المباراة خوفا من ردة فعل هذا الجانب أو ذاك وهل سيرفع مراقب المباراة ومراقب الحكام تقريرا بما حدث أم سيمر الأمر عاديا هذا ما سنراه في الأسبوع القادم .