قرار الفيفا باطل ولا يوقف زئير الأسد

حسام الغرباوي

(إعلامي رياضي )

  • 1 مقال

الرياضية اون لاين : غزة/كتب حسام الغرباوي:
ربما لا يكون مفاجئاً قرار "الفيفا" المبني على تقارير إعلامية ضد اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم, كونه يندرج ضمن السياسة الشيطانية التي تتبعها "الفيفا" بعنصرية اتجاه الرياضة الفلسطينية, فهو لا يعدو أن يكون إلا قراراً سياسياً بحتاً, وبما أن "الفيفا" حريصة على الرياضيين في العالم عليها أن تقف على مسافة واحدة في قراراتها وأن توقف عراقيل وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي وممارسات اللاإنسانية ضد الرياضة والرياضيين الفلسطينيين.
لا يخفى على أحد حجم الضغوط التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على الرياضة الفلسطينية وعلى قيادة الحركة الرياضية برئاسة اللواء "الرجوب" الذي أحدث نقلة نوعية للرياضة الفلسطينية, باستقواء من المجتمع الدولي الذي يسيطر على كافة مكونات دوائر صنع القرار فيه اللوبي الصهيوني, فلم أتفاجأ من قرار "الفيفا" القاضي بحظر أنشطة كرة القدم بحق اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، بناءً على تقارير إعلامية استندت على ادعاءات من مجموعة إسرائيلية من المستوطنين في الأراضي المحتلة، والذين يطلقون على أنفسهم "الرقيب الإعلامي الفلسطيني" (Palestine Media watch)، بدعم من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وهذه الادعاءات تتعلق بتصريحات منسوبة للواء "الرجوب" عبر وسيلة إعلام لبنانية منذ العام 2013, ولكن ما خفي أعظم فالقرار جاء متربصاً بعدما تصدى اللواء الرجوب لمنع إقامة مباراة ودية بين منتخب الكيان الإسرائيلي ومنتخب الأرجنتين في يونيو الماضي وتم إلغاء اللقاء بفعل الضغوط التي مارسها بجانب بعض المنظمات الدولية الصديقة.

كرت أحمر
لعل قرار "الفيفا" أتى في هذا الوقت الحساس بذرائع واهية وبضغوط من الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم للرد على وقوف المنظومة الرياضية الفلسطينية وعلى رأسها اللواء الرجوب وتصديهم الدائم لممارسات الاحتلال, بالإضافة لتصفية الحساب القديم برفع الكرت الأحمر بوجه الاحتلال قبل عدة أعوام بعد أن كان موقف القيادة الرياضية متصلباً تجاه نيل حقوقنا الرياضية كاملة وفقاً لقوانين ونظم الاتحاد الدولي "الفيفا", الأمر الذي لم يعجب الاحتلال الإسرائيلي.
ولأن الحركة الرياضية الفلسطينية جزء أصيل من مكونات شعبنا كانت الحرب الإسرائيلية عليها مستعرة بذرائع أمنية غير مقنعة تارة وبلطجية بمفهوم وفلسفة الاحتلال تارة أخرى, ولكن الهدف من كل تلك الممارسات هو تقويض عمل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والحد من تطور الرياضة الفلسطينية بصفة عامة, حيث بدأت الممارسات الإسرائيلية بمنع تحرك الرياضيين الفلسطينيين بين محافظات الوطن وفرض إجراءات تعجيزية على تطور البنية التحتية, إلى جانب ذلك منع دخول الوفود الرياضية العربية والدولية إلى فلسطين, ولعب عدد من أندية المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية بالدوري الإسرائيلي لكرة القدم وهو أمر مخالف للقانون الدولي الانساني والرياضي, لذلك تحركت القيادة الرياضية وعلى رأسها اللواء جبريل الرجوب من أجل نيل الحقوق وفق المواثيق والقوانين الدولية الناظمة, وقدم ملفاً كاملاً للاعتداءات التي مارسها ويمارسها الاحتلال ضد رياضتنا الفلسطينية ولم تحرك الفيفا ساكناً, إلى أن علا صوته بعد أن ازدادت وتيرة الاعتداءات والممارسات ضد الحركة الرياضية ورفع الكرت الأحمر بوجه الاحتلال وطالب بطرد إسرائيل من "الفيفا" وكان الهدف وقتها لفت أنظار العالم لممارسات الاحتلال, حيث تم تشكيل لجنة رقابة من "الفيفا" برئاسة الوزير الجنوب أفريقي الأسبق طوكيو سيكسويل لمراقبة الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية, ورغم ذلك تتواصل ذات الممارسات دون تحريك ساكناً من "الفيفا".

كمين ميسي بقرار سياسي جائر
بتواصل الحجج والذرائع يبقى الكمين امراً متوقعاً والجميع يدرك أن التهديد بحرق قميص ميسي إن لعب بدولة الاحتلال ليس إلا نوع من أنواع الضغوط من أجل وقف مباراة رياضية تحمل طابع سياسي يخص أرض محتلة وإقامة المباراة عليها يُعد انتهاكاً لحق من حقوق الشعب الفلسطيني, وعلى إثر هذه المباراة استغلت "الفيفا" تصريحات اللواء جبريل الرجوب بتعليمات سياسية إسرائيلية لرد الدين للواء "الرجوب" على رفع الكرت الأحمر بوجه الكيان ومواقفه لاستعادة حقوقنا الرياضية بناءً على القوانين الجامعة والناطمة للاتحاد الدولي لكرة القدم, فنحن بحاجة إلى منظومة مبادئ داخل "الفيفا" لعدم استخدام سياسة الكيل بمكيالين وإغماض العين عن حقائق مهمة ولا سيما في إيجاد حلول لردع سياسة الاحتلال الاسرائيلي تجاه رياضتنا الفلسطينية التي تعرضت لانتهاكات كبيرة من قصف متعمد للملاعب مروراً إلى عرقلة حركة تنقلهم ومنع دخول الوفود من إلى فلسطين والاقتحامات المتكررة لمقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وإطلاق الغاز المسيل للدموع على الملاعب أثناء إقامة اللقاءات واعتقال لاعبين وحكام دوليين فلسطينيين.

تصفية حساب
قد يبدو الشك بنظرية المؤامرة في ظل المعطيات الراهنة أمراً طبيعياً ومؤامرة الانتقام وتصفية الحساب قد تكون انطلاقاً من إعلان اللواء جبريل الرجوب قبل انتخابات "الفيفا" التي جرت في 26 شباط (فبراير) 2016 دعمه المطلق لترشح لسمو الامير علي بن الحسين لرئاسة الاتحاد الدولي للعبة على حساب جياني إنفانتينو ولربما جاء وقت العقاب بطريقة ساذجة لا تمت للقوانين والنظم بأي صلة والتي لا تساوي العدل في توزيع الظلم, ولا تساوي أيضاً ثمن الحبر الذي كتبت فيه.


وختاماً فإن الضغوط على قيادة الحركة الرياضية الفلسطينية ممثلة باللواء جبريل الرجوب ستتواصل لمحاولة حرف البوصلة للحد من تطور منظومة الحركة الرياضية الفلسطينية, ولكن بتصوري أن تلك المحاولات ستتحطم على صخرة صمود وكبرياء قيادتنا التي تستمد قوتها من عنفوان وأصالة شعبنا ورياضيينا الأبطال, والمطلوب تحرك مماثل من أجل وقف سياسة الكيل بمكيالين من "الفيفا" والنظر بقضية إجراءات وعقوبات الاحتلال الاسرائيلي بحق رياضتنا الفلسطينية دون رادع من "الفيفا".