تراجع ميسي... انتصار فلسطيني بامتياز

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

بقلم/ أمجد الضابوس

 الحقيقة التي لا جدال فيها، أنه لولا يقظة وتحرك الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لمنع إقامة المباراة غير الودية بين منتخبي الكيان والأرجنتين في القدس، لنجح الاحتلال في مسعاه، ومرر ما أراد من مآرب وأكاذيب، ووجه المزيد من الطعنات الغادرة، إلى قلوب أصحاب ومحبي مدينة السلام.

 نعرف أن الصهاينة ماهرون في اختيار الفرائس، واستدراجها في كل حلبات الصراع، لتسويق مزاعمهم وخرافاتهم الصهيونية، وهم يدركون، أن في حلبة الصراع الرياضي، ليس هناك من فريسة تضاهي فريسة "راقصي التانجو"، لأن فيهم أسطورة الكرة ومعشوقها الأول،..

 لكن، ولأن ليونيل ميسي، أرجنتيني، كنا نستغرب كيف لمنتخب دولة، أنجبت الثائر الأممي، تشي جيفارا، صاحب المقولة الخالدة "حيثما وُجد الظلم فذلك هو وطني"، أن يُناقض أبناء جلدته، قيم هذا المناضل التاريخي، والذي لو كان على قيد الحياة، لتقدم خطوط التماس مع العدو، ويتحولوا من أنصار للمظلوم إلى أعوان للظالم، وليس أي ظالم!! 

وكنا نستغرب أيضاً، كيف انساق الاتحاد الأرجنتيني خلف المخططات الصهيونية الخبيثة، مع أن الصرخة، التي أطلقها أسطورتهم الحيّة، دييجو مارادونا، لم يخفت صداها بعد، حين أعلن بكل شجاعة، وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني، وليغضب من يغضب، في تصحيح لخطأ كبير وقع فيه بعد قدومه للكيان، عقب قيادته "لا ألبيسيلستي" للفوز بمونديال 86. 

أما وقد اعتذر الاتحاد الأرجنتيني عن عدم لعب المباراة، فالحق يقال، إن اعتذاره يفوق في تأثيره تأثير إقامة المباراة، فالاعتذار يعني اعتراف بالخطأ، ويدفع فيما بعد، أي منتخب عريق، لعدم ارتكاب مثل هذا الخطأ، والوقوع في شباك مكائد الصهاينة، وتجعل مواجهة منتخبهم منبوذة، وغير مرحب بها، طالما أن أهدافها ماكرة وغير رياضية، وتتنافى مع كل قيم الحق والخير والعدالة والإنسانية. 

وللحقيقة أيضاً، فإن اعتذار الاتحاد الأرجنتيني، عن عدم مواجهة منتخب الكيان في القدس، يعد انتصاراً للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي نجح من خلال تحركاته الفعالة، وعلى كل الجبهات، الإقليمية والقارية والدولية، في توضيح الحقائق، وفضح الأهداف الصهيونية من وراء استقطاب ميسي ورفاقه، للعب في زهرة المدائن، وفي المقابل، يعد هزيمة مدوية لاتحاد الكرة الصهيوني باعتراف الصهاينة أنفسهم. 

ونحن، لا نريد لهذا الانتصار أن يبقى وحيداً.. لنستمر في الهجوم، ومن كل المحاور، حتى نكشف زيف الروايات الصهيونية، وندحر كل دعاياتهم السوداء.. هجوم متواصل، يقود إلى تسجيل المزيد من الأهداف، في عمق الملاعب، وجميع حلبات الصراع مع الاحتلال.