خدمات رفح .. زرع البذور .. وبدأ بالحصاد

"أيام الملاعب" تقلب أوراق فرق دوري الدرجة الممتازة .. الحلقة (2)
خدمات رفح .. زرع البذور .. وبدأ بالحصاد
أبو عريضة: أبعدنا الفريق عن الأجواء السلبية .. والناشئين كانت لهم كلمة قوية
الرياضية أون لاين : كتب أسامة أبو عيطة:
بات ضيفاً شبه دائم على منصات التتويج، وعلامة فارقة في بطولة دوري الدرجة الممتازة للمحافظات الجنوبية، يعرف لاعبوه جيداً من أين تؤكل الكتف، وهم دائماً على قناعة تامة بأن فريقهم بطل وإن لم يكن صاحب المرتبة الأولى.
أبناء "الماتدور" .. مجموعة مميزة من اللاعبين، يمتلكون ترسانة قوية متعددة الأسلحة، الثبات أصبح سمة بارزة تميزهم عن الكثير من الفرق التي تتأرجح كثيراً على سلم جدول الترتيب، هدفهم المعلن على الدوام هو المناسفة الحقيقية على أي بطولة يقتحمونها، ولا يعرف اليأس كيف يتسلل إلى قلوبهم، وإن تعثروا في البدايات، تجدهم متواجدين في المكان المناسب، حتى لو كانوا متأخرين، يأتون من الخلف بشكل قوي، ولا تهزهم بعض الخلافات التي تحيط بهم، سواء كانت على صعيد الجهاز الفني، أو حتى جراء خلل في المنظومة الإدارية، ويجيدون اللعب والأداء الراقي تحت مختلف الظروف والصعوبات.
قيادة محكمة .. 
ونجح الجهاز الفني للفريق بقيادة مدربه السابق محمود المزين، ومن ثم بمساعده إسلام أبو عريضة الذي أكمل المشوار من بعده، أن يجعلوا من الفريق مدعاة للفخر، سواء على المنظور الحالي، أو على صعيد المستقبل القريب، وذلك بعد أن تمكن الجهاز من النجاح في عملية إشراك العديد من اللاعبين الناشئين في غمار بطولة دوري الأضواء، مع الاحتفاظ بقوام الفريق بشكل عام، ومواصلة المنافسة على اللقب حتى الجولات الحاسمة الأخيرة من عمر المنافسة، وتمكنوا من تنفيذ مرادهم بطريقة احترافية وأكثر من رائعة، وهذا الأمر يعد صعباً جداً على أي جهاز فني وتدريبي، حتى على مستوى فرق أو منتخبات كرة القدم في العالم أجمع، خاصةً أن الفريق لم يتعرض لنكسات أو انهيارات خلال عملية الاحلال والتغيير، والتي عانى منها أكثر الفرق تمرساً في العالم.
أبو عريضة .. ومغامرة محفوفة بالمخاطر !!
اعتقد البعض من المتابعين بعين متفحصة لخدمات رفح أن العملاق الأخضر قد يهوي بشكل سريع، وذلك بعد وجود بعض الخلافات الإدارية، والتي أدت في نهاية الأمر إلى ابعاد مدربه السابق محمود المزين عن دفة القيادة، والتي استلمها من بعده مساعده الطموح إسلام أبو عريضة، والذي كان أحد أبرز لاعبي "الماتدور" نهاية التسعينيات، وبداية الألفية الثانية.
ولكن الشاب المغامر أبو عريضة تحدى الكثير من الظروف الصعبة والمعقدة التي أحاطت بالفريق، ونجح باستمرارية نسق أداء الفريق على ذات المنوال، وبحكمة بالغة عرف هو الآخر كيف يسيطر على المركب وسط الأمواج العاتية.
"أيام الملاعب" سلطت الضوء على ما فعله أبو عريضة مع الفريق، الذي قاده في فترة حساسة جداً من عمر بطولة الدوري، وتمكن من التتويج مع الفريق بلقب الوصيف، مخالفاً تكهنات البعض بعدم مقدرته على صنع المستحيل.
العامل النفسي .. كلمة السر
وأكد أبو عريضة أن التركيز على العامل النفسي للاعبين كان هو كلمة السر الأبرز لمواصلة الفريق على ذات الأداء، بل والعمل على زيادة فعالية الفريق في الجولات الخمس التي كانت متبقية من عمر بطولة الدوري، حيث قال :"كان جُل التركيز على فصل اللاعبين تماماً عن الأجواء المشحونة أو الخلافات الإدارية، وعملنا بجهد كبير على أن ينصب تركيزهم فقط على ما يحدث داخل أرضية الميدان، ونجحنا بشكل جيد بإبعاد الفريق عن الأوضاع السلبية".
وأضاف :"فريق خدمات رفح يتميز بوجود لاعبين من أصحاب الخبرات الكبيرة، وكان لهم دور بارز ورائع جداً بمعرفة كيفية التصرف تحت الضغط، ووجودي كمساعد في المراحل السابقة منحني ميزة جيدة، حيث كنت ملماً بكافة التفاصيل المحيطة بالفريق واللاعبين، وهذا الأمر جعلنا ننجح بمواصلة المنافسة على اللقب حتى الجولات الأخيرة من عمر المسابقة".
خدمات رفح .. بالناشئين صدح
فريق شبه متكامل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فجميع خطوطه داخل أرضية الميدان ممتلئة بعناصر أثبتت أنها قادرة على مقارعة جميع فرق بطولة الدرجة الممتازة، ولعل ما يجعلهم متفوقين على أقرانهم، هو التنوع الكبير في نوعية لاعبيه، سواء من حيث المستوى الفني، المهاري، البدني، الخططي، أو من حيث متوسط الأعمار، الذي قد يعتبر من الأفضل على مستوى كافة الفرق المنافسة.
وعن نجاح الفريق بإشراك العديد من اللاعبين الناشئين المميزين، قال المدرب أبو عريضة :"يمتلك نادي خدمات رفح منذ القدم سياسة واضحة وملفتة بهذا الأمر، حيث يتبع نظاماً قديماً بالتركيز على بناء اللاعبين منذ نشأتهم، ويبتعد بشكل كبير عن سياسة التعاقد مع اللاعبين من خارج أسواره، إلا في حالات مقننة ومحددة، حسب الاحتياج لسد بعض الثغرات والمراكز، وهذا الأمر دائماً ما يرتد على القلعة الخضراء بالشكل الإيجابي الذي نتوقعه".
وأضاف :"وإضافة لذلك فإن اللاعبين أصحاب الخبرات داخل الفريق كان لهم دور إيجابي ومثمر لإنجاح هذه الرؤية، فكانوا على الدوام إيجابيين في التعامل مع الناشئين، من خلال توجيههم المتواصل في التدريبات، وحتى خلال المباريات، والمتتبع للفريق بشكل جيد كان يرى هذا الأمر بشكل واضح وجلي في أرضية الميدان، حتى حينما يخطئ أحدهم أو لا يتصرف بالشكل المأمول والمطلوب منه، تجد أصحاب الخبرات يقفون بجانبه، ويعملوا على تشجيعه، ليعود أقوى وأفضل في التحديات التي ستواجهه مستقبلاً مع المنظومة".
المستقبل .. لـ"الماتدور"
وعن الرؤية المستقبلية من الناحية الفنية للفريق، قال أبو عريضة :"الفريق زرع البذور بشكل جيد، خاصة خلال العامين أو الثلاثة المنصرمين، وبكل أمانة كان للكابتن المدرب السابق محمود المزين فضل كبير بتحقيق ذلك، وعملنا سوياً بكل جد واجتهاد على بناء منظومة قوية، تعتمد بالأساس على استثمار الناشئين، ومنحهم الفرصة بشكل كبير خلال المنافسات، وتم هذا الأمر بتوازن، بحيث لم نتخلى عن طموحنا بالمنافسة، رغم العمل على تحقيق أهداف مستقبلية".
وأضاف :"أصبحت على يقين أن الفريق بدأ فعلياً بحصاد نتائج هذا الزرع، وسيكون أثر هذا العمل أكبر على المنظور القريب، خاصةً أن هؤلاء اللاعبين الصغار اكتسبوا العديد من الخبرات، واحتكوا بشكل قوي مع الفرق المنافسة، وباتوا مهيئين لخوض غمار المباريات الكبرى، بل وتشربوا روح البطولة والفوز من زملائهم الأكبر سناً، وسيكون لهم شأن كبير في قادم المواعيد، وستعرف البطولات طريقها من خلالهم عما قريب، ونحن راضون بشكل كبير عما قدمناه خلال الموسم المنصرم، ونأمل أن يتوج الفريق بالبطولات في الموسم القادم".

خدمات رفح الايام