لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

"سرطان الرياضة السورية" يعالج بمسكنات منتهية الصلاحية

 

الرياضية أون لاين - مازن الريس

جاء إلغاء اتفاق التعاون بين الاتحاد السوري لكرة القدم ونظيره القطري كالصاعقة على الباحثين عن قليل من الأمل بإمكانية تطور منتخب سوريا لكرة القدم والرياضة السورية عموماً.

وبرّر الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية في سوريا) إلغاء الاتفاق بعدم علمه مسبقاً بتوقيع اتفاقية التعاون وتبادل الخبرات بكرة القدم موضحاً أنّ مثل هذه الاتفاقيات يجب أخذ موافقة القيادة الرياضية عليها بشكل مسبق، وذلك بحسب ما نشر على الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا".

ومع أنّ استقالة الاتحاد السوري لكرة القدم التي جاءت عقب رفض الاتفاق من شأنها تعليق أنشطة الرياضة السورية "بحجة وجود تدخل حكومي" لكن المسؤولين عن شؤون الرياضة السورية قد يجدون مخرجاً للأزمة التي حدثت نظراً لعدم وجود نية من رئيس اتحاد كرة القدم المستقيل صلاح رمضان في رفع شكواه للفيفا لحماية الكرة السورية.

وأتى خلاف اتحاد كرة القدم مع الاتحاد الرياضي العام ليسلط الضوء مجدداً على وجود كارثة تعيشها الرياضة السورية والتي ازدادت معاناتها بعد 15 – 3 - 2011، إذ بات اسم سوريا مرتبطاً بالبؤس والفقر والدمار والقتل اليومي.

ومرّالعديد من أبناء الشعب السوري بأيام من الصعب نسيانها بعد ملامسة منتخب سوريا لكرة القدم لحلم الوصول إلى كأس العالم 2018 وهو ما وحّد السوريين دون إنكار وجود أصوات اعتبرت أنّ هذا المنتخب لا يمثل الشعب السوري بجميع أطيافه واتجاهاته.

والحقيقة أنّ الرياضة السورية تفتقد لمعظم عناصر النجاح سواء على المستويين الفردي أو الجماعي بالرغم من وجود الإمكانيات البشرية التي ما زالت كلمة السر في الإنجازات التي حدثت بالرغم من قلتها، وعمر خريبين ومحمود المواس ومجد غزال وغادة شعاع دليلاً.

وتعاني الرياضة السورية منذ الأزل من مشاكل مادية وإدارية لم يتم تجاوزها حتى يومنا هذا، إذ لا تعتبر الرياضة في "الشام" أولوية وفقاً لميزانية الدولة كما أنّ الأخطاء الإدارية التي تسبب أحدها في حرمان سوريا من المشاركة بتصفيات كأس العالم 2014 غالباً ما مرّت مرور الكرام دون حسيب أو رقيب.

وعقب تلاشي حلم وصول المنتخب الأول إلى كأس العالم توالت الخيبات على الرياضة السورية وأوضحها خروج المنتخب الأولمبي من الدور الأول لبطولة آسيا الأولمبية 2018 وتضاؤل فرص الجيش والوحدة في تجاوز دور المجموعات في كاس الاتحاد الآسيوي.

وتقول نجلاء شرقي بطلة رياضة المبارزة في سوريا ولاعبة منتخب سوريا لكرة اليد إنّ ما تحصل عليه من الرياضة ليس كافياً لتغطية مصاريفها الحياتية علماً أنّها لا تملك أيّ مهنة بعيداً عن لعبتيها، ومع أنها لم تعترض على الوضع الحالي لكن كلماتها تؤكد مجدداً عيش الرياضة السورية في زمن الهواية.

وفي تعليق من طارق الجابي لاعب منتخب سوريا لكرة السلة عن أسباب تلقي هزيمتين من لبنان والأردن في تصفيات كأس العالم: "في سوريا تراجع المستوى في الفترة الأخيرة بسبب الأوضاع والحرب التي تمر بها البلاد، لدينا أكثر مما قدمناه بكثير لكننا بحاجة للاستقرار والاحتكاك".

ويتغلغل الإهمال في معظم مفاصل الرياضة السورية لكنه يتحوّل إلى حضور ملفت في كل إنجاز من شأنه أن يتحقق (الصعود على الإنجاز) وقد سبق لأفضل لاعب في آسيا عمر خريبين نجم منتخب سوريا لكرة القدم أنّ تحدث عقب تكريم نسور قاسيون بالوصول إلى المرحلة الحاسمة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالرغم من الخروج أمام أستراليا قائلاً: "بفضل الله وصلنا إلى هذه المرحلة بغياب الدعم، أتمنى دعمنا كي نحقق نتائج جيدة ونسعد الناس".

ولا يتوقف حل أزمة الرياضة السورية على الأسماء المسيّرة لها إدارياً وفنياً بعد مرور العشرات من الشخصيات التي تعاقبت على كراسي المسؤولية، إذ أنها تحتاج لتغيير سياسة التعامل معها في حال وجود رغبة حقيقية بتحقيق إنجازات عربية وعالمية، وهو ما قاله سابقاً شريف الشريف أحد أساطير السلة السورية: "علينا معرفة ماذا نريد، فوز سريع أو بناء فريق، أنا مع بناء الفريق لمده 5 سنوات والاهتمام الحقيقي به" وذلك تعليقاً على مشاكل لعبته السابقة.

وعلى أبناء سوريا عدم التأمل كثيراً من إمكانية تحقيق إنجازات براقة عائدة للتخطيط الرياضي في حال استمرار تجميد معظم الخبرات الرياضية والإدارية الموجودة وحالة "الدفع بالقطارة" على قطاع بات ركنا أساسياً لدى العديد من الدول المتقدمة.