لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

رحل مصباح العطاء

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب/ اسامة فلفل 

منذ أن تناهى إلى مسامعي رحيل الأخ والإنسان الودود المغفور له بإذن الله مصباح العسقلاني انتابتني غصة في القلب، وعصف بي ألم موجع ملأ أقطار نفسي وهز فؤادي خبر الرحيل المؤلم والموجع، وجلست أسترجع ذكريات طويلة في بستان العطاء الرياضي الفلسطيني للراحل الذي قدم نموذجا رياضيا خالدا في صناعة وكتابة التاريخ الرياضي الفلسطيني.

تذكرت عندما كان يزورني بمكتبي بوزارة الشباب والرياضة دوما فيأتيني شاكرا مبتسما على التواصل ، مواقف قليلة تلك التي أجد نفسي فيها عاجز عن التعبير، وأجد لساني وقد تعطل، وأصبحت يدي غير قادرة على الكتابة.

في هذه اللحظات الصعبة أشعر اليوم أنني أعيش واحدا من هذه المواقف المؤثرة الآن، ماذا يمكن أن أخط ؟!! وأي عبارات أكتب عن عظيم وهب جل حياته للوطن ومنظومته الرياضية الفلسطينية.

فالكلمات مهما كانت بلاغتها تقصر أحيانا عن ترجمة المشاعر والأحاسيس، ولكن عزائي الوحيد أن سجلك الخالد يا أبا أحمد والمشبع بالانجازات الوطنية والتاريخية سوف يظل ملهم للأجيال وسوف يصبح جزء مهم وأصيل من نضالات الحركة الرياضية والوطنية وانجازاتها التاريخية التي تعطر الزمان والمكان في كل حين.

نعم الأشجار الكبيرة والمثمرة تأتي عظمتها في أنها تموت واقفة ، هكذا مضى أبا أحمد ابن المخيم الذي عشقه وقدم لمؤسساته ومراكزه الرياضية والشبابية خلاصة جهده وعصارة فكره على مدار عقود وسنوات طويلة" مخيم الثورة والانتفاضة مخيم جباليا "

أيها الراحل الكبير والرياضي الغيور ماذا أقول فيك وأنت تغمد تحت الثرى؟!!! وماذا أكتب عنك وأنت التي ساهمت في صياغة أبجديات حروف التاريخ الرياضي لمنظومة كرة الطاولة رغم القهر والظروف الصعبة على مدار عقود طويلة؟!!!!!

اليوم بوداعك وفراقك أيها العزيز الغالي فقدنا صاحب الرأي السديد ، والرؤية الثاقبة ،ورجل العطاء وكريم الخصال وصاحب القلب الكبير والمسكون بحب الناس والعفيف النظيف وصاحب مدرسة الحب والإبداع الذي غمر ساحة وميدان العطاء بصدقه وتعاونه المعروف الذي كان امتدادا لجيل العمالقة والرواد في الفعل والأداء أمثال المرحوم محمد صالح الدلو الموسوعة والمرجعية الرياضية , والمرحوم محمد الباز أيقونة الاتحاد على مدار عقود طويلة , والمرحوم عبد الكريم الدالي بحر العطاء المتدفق وصاحب البصمة في مسيرة كرة الطاولة الفلسطينية.

ختاما...

نسأله تعالى أن ينزل فقيد الأسرة الرياضية الفلسطينية والاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة ونادي مركز خدمات جباليا وأهله وذويه منزل صدق عند مليك مقتدر مع الصالحين وأن يجعل البركة في أسرته وأحبابه وأصدقائه.