لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

منتخب مصر وذكريات المرحلة الأخيرة من تصفيات المونديال

 

الرياضية أون لاين - أحمد النفيلي

هي المرة الأولى في تاريخ المنتخب المصري الذي يخوض فيه مباراته الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وهو متأهل مسبقاُ إلى النهائيات، فما قصة المشاركات المصرية السابقة في التصفيات المونديالية.

تعد هذه هي المرة الأولى على الإطلاق في تاريخ المنتخب المصري التي يخوض فيها المرحلة الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم وهو متأهل إلى المونديال، وهو شعور رائع بحق لم يعتد عليه المصريون من قبل، ولعل هذا الأمر أضفى أجواء احتفالية داخل معسكر الفراعنة قبل سفرهم لغانا، لخوض المباراة الأخيرة لهم في إطار المجموعة الخامسة ضمن التصفيات الأفريقية.

تاريخ طويل

تاريخ طويل من المشاركات المتتالية للمنتخب المصري في التصفيات المؤهلة للمونديال بدأه تحديداً منذ السادس عشر من آذار/مارس عام 1934 عندما خاض التصفيات المؤهلة لمونديال إيطاليا ولعب مباراة الذهاب أمام فلسطين في القاهرة وانتهت بفوز الرعيل الأول من لاعبي المنتخب المصري 7-1 قبل أن يؤكد المصريون صعودهم للمونديال في لقاء العودة بالفوز 4-1 في فلسطين.

غابت مصر عقب ذلك عن المشاركة في التصفيات المؤهلة للمونديال، ثم عادت مع التصفيات المؤهلة لمونديال سويسرا 1954 ولعب المنتخب المصري دور حاسم أمام إيطاليا انتهى بفوز الأزوري في لقائي الذهاب والعودة بنتيجتي (1-2) في القاهرة و(5-1) في ميلان.

انسحب المنتخب المصري من تصفيات المونديال عقب ذلك في بطولات 1958 – 1962 – 1966 ولم يشارك من الأساس في تصفيات نهائيات كأس العالم التي استضافتها المكسيك عام 1970، ثم عاد للمشاركة في التصفيات مرة أخرى انطلاقاً من مونديال "ألمانيا الغربية 1974" وسريعاً خرج وقتها الفراعنة من التصفيات عقب خسارتهم في مجموع لقائي الذهاب والعودة في الدور الأول أمام تونس (3-2).

 أول تصفيات حقيقية يخوضها المصريون كانت تصفيات التأهل لنهائيات كأس العالم التي استضافتها الأرجنتين عام 1978، ووقتها أدى الفراعنة تصفيات رائعة لعبوا خلالها 10 مباريات فازوا في 6 وتعادلوا في 2 وخسروا في 2، وسجل الفريق 15 هدفاً ودخل مرماه 12.

تأهل المنتخب المصري إلى المرحلة النهائية من التصفيات في مواجهة المنتخب التونسي على البطاقة الأفريقية الوحيدة المؤهلة للمونديال آنذاك، وفاز المصريون في القاهرة 3-2 في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1977، ووقتها أحرز محمود الخطيب أيقونة الكرة المصرية هدفه التاريخي في مرمى الحارس التونسي التاريخي عتوقة، وتأهب المنتخب المصري إلى الاحتفال بالصعود الثاني في تاريخه للمونديال، إلا أن الجماهير والمسؤولين المصريين بالغوا في الفرحة المبكرة فجاء السقوط قوياً وغير مسبوقاً أمام نسور قرطاج في العاصمة تونس بنتيجة (4-1) فصعدت تونس للمرة الأولى في تاريخها لكأس العالم.

عقدة شمال أفريقيا

تغير نظام التصفيات الأفريقية وزاد عدد المنتخبات الأفريقية المؤهلة للمونديال إلى منتخبين، وهو ما منح المنتخب المصري وجمهوره أملاً حقيقياً في الصعود مجدداً للمونديال عقب المشاركة اليتيمة عام 1934 إلا أن الخروج تكرر في مونديالي 1982 و1986 على يد المنتخب المغربي وفي المرتين حدث ذلك في الدور قبل النهائي من التصفيات والمثير المغرب خرجت من الدور النهائي من تصفيات مونديال إسبانيا 1982 على يد الكاميرون فيما حلقت للمرة الثانية في تاريخها إلى النهائيات عام 1986 بعد تخطيها ليبيا في الدور النهائي من التصفيات الأفريقية.

التأهل الثاني للمونديال

قاد المدرب المصري التاريخي الراحل محمود الجوهري كتيبة المصريين في تصفيات كأس العالم ووقتها صعد الفريق للدور النهائي من التصفيات ليصطدم بمنتخب عربي شمال أفريقي آخر هو المنتخب الجزائري، إلا أن خطط واستحكامات الجوهري الدفاعية هذه المرة حالت دون الخسارة في لقاء الذهاب في مدينة قسنطينة الجزائرية، قبل الفوز في بيت المنتخب المصري استاد القاهرة بهدف نظيف في لقاء العودة سجله حسام حسن.

عاد المنتخب المصري إلى عدم التوفيق مرة أخرى ففشل في تصدر مجموعته التمهيدية في تصفيات مونديال "أميركا 1994" وذلك عندما تعادل مع زيمبابوي بدون أهداف في المباراة المعادة الشهيرة والتي أقيمت في فرنسا فصعد محاربو زيمبابوي إلى المرحلة النهائية من التصفيات للمرة الأولى في تاريخهم، ثم تغير نظام تصفيات المونديال عقب ذلك فأصبحت المنتخبات الأفريقية تقسم على مجموعات يتأهل متصدرها إلى النهائيات.

مرارة المرحلة النهائية

لم يتذوق المصريون طعم الفرحة في المرحلة النهائية من مباريات المجموعات التي شاركوا فيها على مدار أكثر من 18 سنة وتحديداً منذ تصفيات مونديال 1998 وحتى تصفيات 2006، ففي تصفيات "فرنسا 1998" تأهلت تونس مبكراً جداً إلى النهائيات عقب تصدرها للمجموعة الثانية امام مصر برصيد 16 نقطة وبفارق 6 نقاط كاملة ما جعل المباراة الختامية لمصر أمام ليبيريا غير ذات أهمية على الإطلاق رغم أنها انتهت (5-0) لصالح الفراعنة.

في تصفيات 2002 امتلك المصريون أملاً ضعيفاً في التأهل للمونديال في المرحلة الأخيرة وكان يقتضي ذلك تحقيق الفوز على المنتخب الجزائري على ملعبه ووسط جماهيره بفارق كبير من الأهداف، إلا آن أمال الجوهري ورجاله ذهبت أدراج الرياح عقب التعادل في عنابة (1-1).

معاناة كبيرة عاشتها الجماهير المصرية مع تصفيات مونديال "ألمانيا 2006" إذ سريعاً ما فقد الفريق كل آماله في التأهل للنهائيات بخسارته العديد من المباريات السهلة مثل السقوط أمام كوت ديفوار في الإسكندرية والخسارة من ليبيا فحل المنتخب المصري في المركز الثالث في المجموعة برصيد 17 نقطة إلا أن الأمر الذي لا ينسى في تلك التصفيات أن الفراعنة في المرحلة الأخيرة أطاحوا بالكاميرون عقب التعادل في دوالا (1-1).

معركة أم درمان 

لن ينسى الكثيرون سواء في مصر أو الجزائر تصفيات التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا عندما خاض منتخبا مصر والجزائر تصفيات محتدمة بلغت فيها الندية مداها لدرجة تعادلهما في كل شيء في المجموعة الثالثة (تصدر كلاهما المجموعة برصيد 13 نقطة) فخاضا مواجهة حاسمة في أم درمان بالسودان انتهت بفوز الجزائر بهدف دون رد في مباراة كانت مشتعلة وحماسية وأثارت الكثير من الجدل عقب ذلك.

نكسة كوماسي 

في تصفيات مونديال 2014 سار كل شيء على ما يرام مع المنتخب المصري فتصدر مجموعته في الدور التمهيدي برصيد  18 نقطة محققاً لأول مرة في تاريخه نسبة فوز بلغت 100%، فصعد لمواجهة غانا في الدور النهائي، ورغم التفاؤل الشديد الذي صاحب المصريين في تلك المواجهة كون لقاء العودة سيكون في القاهرة إلا أن لقاء الذهاب كان كارثة بكل المقاييس إذ خسر منتخب الفراعنة وقتها (6-1) متلقياً الهزيمة الأسوأ في تاريخ مشاركته في التصفيات وهو ما جعل مواجهة الإياب في مصر تبدو وكأنها تحصيل حاصل فانتهت بفوز أبو تريكه ورفاقه (2-1) فقط..

من كل ما سبق ندرك قيمة وأهمية الإنجاز الذي حققه كوبر ورجاله في التصفيات الحالية والتي فرضوا خلالها تأهلهم للمونديال للمرة الثالثة في تاريخ الفراعنة عقب تصدرهم للمجموعة الخامسة بعد نهاية المرحلة الخامسة وقبل الأخيرة برصيد 12 نقطة متقدمين بفارق 4 نقاط أمام أوغندا و6 أمام منتخب النجوم السوداء الغاني.