وأخيراً .. الأهلي يسقط .. بطلاً لأفريقيا !!

الرياضية اون لاين/ كتب-سمير كنعان

لم يكذب الزميل المعلق "سوار الذهب" حين قال في إحدى المباريات أن فريقيْن في العالم كله لا تأْمَن شرهما ومكرهما، وهما ريال مدريد والأهلي المصري، فمهما كانت حالة كل منهما سيئة، توقع أن يفوز بأي بطولة!

وهذا فعلاً واقعٌ مختوم بشهادة الجميع، وليس مجرد كلمات مديحٍ من المعلق، وبشهادة التاريخ الذي أكد وأعاد أكثر من مرة، أنّ الحالة التي يمرّ بها الأهلي لا تعكس أبداً مدى قدرته على الإنجاز، ولمْ ينسَ أحد اللقب القاري الذي أحرزه الشياطن الحمر الأهلاوية حين كان الدوري المصري متوقفاً ولم يلعب الفريق أي مباراة رسمية محلياً، ثم توّج ببطولة أفريقية وكأنه في أوج المنافسة!

وقبل أيام كان النهائي الأفريقي لدوري الأبطال بين الأهلي المصري وشقيه الوداد المغربي، بين دولة الأهلي و وداد الأمة، وانتهت نتيجة الذهاب في مصر بتعادل مستحق إيجابي بهدفٍ لمثله، ثم كان الحسمُ في كازابلانكا لأبناء الأطلس الذين فازوا بهدفٍ نظيف، لكنه غالٍ جداً وكان كافياً للتتويج بلقب الأبطال للمرة الثانية في تاريخ وداد الأمة!

المشكلة في أن الجماهير انقسمتْ إلى شقيْن: الأول حزين على النجمة التاسعة الضائعة، والآخر سعيدٌ شماتةً في فريقٍ أذلَّه أكثر مما تطيق كرة القدم نفسها!

وبين هذا وذاك كانت لي نظرة خاصة أردتُ طرحها للطرفيْن الحزين والشامت معاً:

_أولاً/ كرة القدم فوزٌ وخسارة، ولا يعني خسارة مباراة أو لقب أن الفريق الخاسر سيئ أو لا يستحق.
-ثانياً/ الأهلي المصري واجه في دور الثمانية ونصف النهائي قطبيْ الكرة التونسية الترجي الرياضي والنجم الساحلي، وكلاهما كان أكثر منه جاهزية وقوةً، وكلاهما كان له أفضلية لقاء الذهاب على الفراعنة، لكنّ (روح الفانيلّة الحمراء) كانت تتحكم في كل مرة بانتفاضة العودة للشياطين.
يكفي أنه فاز على الترجي في رادس2/1 بعدما كان التعادل2/2 في مصر، كما سحق النجم بعدما كان التفوق ذهاباً لأبناء سوسة2/1، فكان الرد قاسياً بسداسية لهدفيْن في القاهرة كأكبر هزيمة تعرض لها "الإتوال" في أفريقيا، في مباراة كانت أشبه بالمذبحة!
-ثالثاً/ الوداد المغربي بدوره لم يكن طريقه معبداً مفروشاً بالورود، بل واجه العنيد جداً "صن داونز" وفاز عليه، والجميع -من الشامتين- يعرف من هو "صن داونز" تحديداً وكيف حطمهم بأكثر من مواجهة!
ثم تقابل الوداد مع شقيقه الجزائري اتحاد الجزائر في أقوى ديربيات شمال أفريقيا، التي طالما عودتنا على مواجهات ساخنة بل مشتعلة بين أندية المغرب وتونس والجزائر!
-رابعاً/ أهم أسباب هزيمة الأهلي المصري في النهائي من وجهة نظر كاتب السطور، تتمثل في نقطتيْن:
الأولى غياب "علي معلول" نجم نسور قرطاج التونسية وأفضل ظهير أيسر في أفريقيا والوطن العربي كله، والذي كانت له الكلمة العليا في إقصاء بني وطنه التوانسة في المواجهتيْن الحاسمتيْن أمام الترجي والنجم إياباً، بالتهديف والصناعة والدفاع المستميت وخلق الفرص وفتح جبهة لا يمكن إغلاقها!
والثانية هي الغرور الذي أصاب الأهلاوية بعد إقصائهم لأقوى فريقيْن في المسابقة، وثقتهم العمياء في أنّ العودة باتت مضمونة مهما كانت نتيجة المواجهة الأولى، وأثّر على تراخي بعض اللاعبين في الميدان، في المقابل كانت القتالية التي تميّز بها أبناء المدرب عموتة حاضرة وهددوا مرمى الأهلي أكثر من مرة عن طريق الحداد وبن شرقي، واستغلوا إهدار الشياطين الحمر للفرص بالجملة أمام الشباك المغربية، فخرجوا فائزين بهدفٍ "وزنه ذهب"!!

ولبّ المقال يأتي بعد هذا التحليل، في أنّ الأهلي بعبع أفريقيا قد سقط أخيراً في مباراة تسيّدها بالفرص والضغط، ولم يقدر لاعبوه على العودة بالنتيجة كما اعتاد الجمهور والعشاق على الريمونتادا الحمراء في كل مرة، ولكن إحقاقاً للحق، فإنني أتوّج الأهلي بطلاً لدوري أبطال أفريقيا (معنوياً)، فلا يُعقل أن يُقصِيَ فريقٌ خصومَه كما فعل أبناء البدري، ولا يختم الموسم بطلاً، خاصةً وأنّ المنافسين كانوا الأقوى في المسابقة منذ البداية وكانوا مرشحين فوق العادة لمنصة التتويج، إلا أنّهم اصطدموا بروح فانيلة الأهلي وخرجوا يجرون أذيال الخيبة، بعدما تأكد للتاريخ تفوق المارد الأحمر على أندية تونس وشمال أفريقيا كله!
ولهذا أرى من العدالة الكروية أن يفرح المشجع المصري الأهلاوي بأكبر ألقاب القارة السمراء لأنه يستحقها وبجدارة، وخانته الظروف بالنهائي، مع عدم التقليل من عملقة وداد الأمة واستحقاقه للقب، بل ونرفع له القبعة كوْنه تُوّج على حساب الأهلي، فلا يكاد أحد يذكر نهائياً خسره الأهلي، نسبةً لعدد ألقابه ومرات تتويجه، لهذا كان العنوان وأخيراً سقط الأهلي، لأنني لم أتوقع سقوطه للأبد، ثم كانت بقية العنوان بأنه وإن سقط فإنه يسقط بطلاً،، بطلاً مدى الحياة!!