حكاوي الملاعب.. الجماهير تدفع أجور اللاعبين وboxen day لأندية غزة!!

حكاوي الملاعب

غزة – جهاد عياش

بعد أيام من الترقب والانتظار نظرالتعليق أندية الدرجة الممتازة مشاركتها في مباريات الأسبوع السابع بسبب الخلاف مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والشركة الراعية حول الحقوق المالية عادت عجلة الدوري للانطلاق من جديد وبتأخير ثلاثة أيام وكان هذا التأخير بشرة خير على بعض الأندية ونذير شؤم على البعض الآخر حيث تعرض المتصدر الصداقة لأول خسارة له هذا الموسم على يد متذيل الترتيب شباب جباليا الذي أحرز فوزه الأول مغادرا قاع الترتيب  وإليكم بعض الملاحظات  :

أولا : خسارة رائعة للصداقة

التجربة الفاشلة في العمل يستفيد منها صاحب الشأن اكثر من التجربة الناجحة التي تخفي وراءها بعض القصور وخسارة الصداقة أمام الثوار جاءت في وقتها وقبل أن يخوض الفريق ما تبقي له من مباريات الدور الأول مع فرق جماهيرية ومنافسة وصاحبة تجارب وألقاب تاريخية كشباب رفح وخدمات رفح وبينهما الشاطئ ولحسن حظه سيخوض قبل هذا المعترك مباراة أقل صعوبة مع نادي الهلال يمكن للجهاز الفني من خلالها تصويب الأوضاع الفنية وترميم الاثار النفسية واستعادة هيبة الفريق بعد معالجة الأخطاء المتكررة من حارس المرمى وخط دفاعه ، كما ظهرت على بعض لاعبي الفريق علامات التعالي والكبرياء وظنوا أنهم في طريق مفتوح للظفر باللقب الثاني تواليا خاصة بعد الانطلاقة التاريخية للفريق بتحقيقه 5 انتصارات متتالية سبقها تعادل وحيد ليحلق لاعبو الصداقة في القمة وبمسافة كبيرة عن الأندية المنافسة، خسارة تمثل جرس الإنذار المبكر للخطر الداهم فهل يعود لاعبو الفريق ويضعوا أقدامهم على الأرض مرة أخرى

وعلى الجانب الآخر فهي رائعة للمنافسين الذين يتربصون بالسقوط الأول للصداقة خاصة أن جميعهم سقطوا هذا الموسم أكثر من مرة ، وهي رائعة لعودة الروح التنافسية بين الفرق بحكم تقليص فارق النقاط  وهي رائعة للجماهير المنافسة التي أحبطتها انتصارات الصداقة المتتالية وسقوط فرقها، وهي رائعة جدا لفريق شباب جباليا الذي لم يتذوق طعم الانتصار منذ انطلاق الموسم وكانت الانفراجة أمام حامل اللقب والمتصدر الصداقة القوي .

ثانيا : الجماهير تدفع أجور اللاعبين

الأزمات المالية لأنديتنا المتأصلة حقيقة لاينكرها أحد ومعضلة كبيرة تقف في وجه التطور والتقدم وتمثل صداعا مزمنا للمسئولين ، والمشكلة الأخيرة التي نشبت بين الأندية واتحاد كرة القدم  بسب عدم صرف شركة الوطنية موبايل لحصص الأندية التي تعاني من فقر شديد وعليها التزامات جمة كادت أن توقف النشاط الكروي في قطاع غزة لولا تدخل العقلاء واتفاق الجميع على أن الأمر لا يعدو كونه سوء فهم وعدم وضوح الرؤيا لتعود عجلة الدوري للدوران بعد تأخير عدة أيام على الرغم من عدم حل المشكلة ، ولم يتم صرف او تحديد موعد صرف لحصص الأندية وهنا السؤال ماذا ستفعل الأندية عندما تتفاقم أزماتها المالية في الأيام القادمة ؟ وربما يكون الجواب الشافي عند مشجعي متصدر دوري المحترفين شباب الخليل الذي بادرت جماهيره في الشهر الماضي وجمعت الأموال من بعضها ومن رجال الأعمال ومن بعض المؤسسات ودفعت أجور اللاعبين وهي ستستغل توقف الدوري في الأسبوع القادم لتقوم بحملة أخرى لجمع التبرعات من بعضها البعض لتدفع أجور اللاعبين عن الشهر الجديد ونحن نعلم أن أجور اللاعبين في الضفة أعلى بكثير من أجور اللاعبين في غزة التي على جماهير أنديتها إن أرادت عدم توقف الدوري وأرادت المتعة والإثارة أن تجتهد في جمع التبرعات والمساهمة في دفع أجور اللاعبين والأجهزة الفنية وليقتصر دور أعضاء مجالس إدارات الأندية على الجلوس في المقصورة وعلى التصريحات والتقاط الصور والاجتماعات التي لاتسمن ولاتغني من جوع .

ثالثا  : لماذا لا يدفع اللاعب ثمن الإيقاف

حصول اللاعبين على بطاقات صفراء أو حمراء شيء لا بد منه في مباريات كرة القدم كون هذه اللعبة لها قوانينها ولوائحها وحفاظا على مبدا تكافؤ الفرص وعلى سلامة اللاعبين حتى وإن لم يرق هذا الأمر للمتضررين من الحصول على البطاقات والتي بدورها وحسب آليات وتقارير معينة تؤدي إلي إيقاف اللاعب وحرمانه من المشاركة في المباريات لفترات طويلة أو قصيرة ، ولكن هناك ظروف معينة يجب مراعاتها عند حصول اللاعب على البطاقة كأن يرتكب خطأ تكتيكيا أو يمنع هدفا او فرصة هدف ولكن أن يحرم  عدد من المهاجمين واللاعبين المؤثرين في أندية الدوري الممتاز في قطاع غزة من المشاركة مع فرقهم في الجولة السابعة بسبب  الإيقاف لتراكم البطاقات فهذا شيء يحتاج إلي وقفة من الأجهزة الفنية والإدارية لكل فريق كون هؤلاء المهاجمين هم من ترتكب بحقهم الأخطاء وهم من يتسبب للمدافعين بالمشاكل ومن ثم حصولهم على بطاقات صفراء أو حمراء، ومن هؤلاء المهاجمين الموقوفين نجد يسار الصباحين مهاجم شباب رفح الذي أحرز هدفين في مباراة فريقه ضد اتحاد خانيونس وحصل على الصفراء الثالثة نتيجة خلعه للقميص وكذلك مهاجم الأهلي وهدافه بلال عساف إضافة إلي مهاجم الشاطئ محمد القاضي ولاعب وسط الاتحاد أنور عمران ناهيك عن إيقاف حارس الشاطئ عاصم أبو عاصي وغيرهم وكل هؤلاء حصلوا على بطاقات صفراء مجانية ونتيجة تصرفات لاداعي لها  وحرموا فرقهم من مجهوداتهموعليه أقترح  أن يكون ثمن البطاقة الصفراء 50 شيكل  والحمراء 100 شيكل تخصمها الإدارة من مستحقات اللاعب لمحارية هذه الظاهرة .

رابعا : بكسن ديي لأندية غزة boxen day

يستعمل هذا المصطلح في انجلترا فقط دون غيرها من الدول ويعني توالي المباريات دون توقف فبمجرد ما ينتهي الأسبوع يبدأ الأسبوع التالي دون استراحة ويحصل هذا الأمر مرة واحدة كل عام أثناء الاحتفال بأعياد الميلاد عندما تكون جميع بطولات دول العالم متوقفة في هذه الفترة، وهذه التسمية لاعلاقة لها بكرة القدم وإنما تعني العلب التي توضع بها هدايا أعياد الميلاد أو مباريات الملاكمة التي كانت تنظم في هذه العطلة، وتكمن أهمية هذه الأيام لأندية كرة القدم في أن الفريق يلعب مباراتين خلال يومين أوثلاثة والفريق الذي يجمع فيها 6 نقاط خاصة إذا كان منافسا فغالبا ما يظفر باللقب وهذا الأمر اضطرت إليه أندية غزة بعد أن تم ترحيل مباريات الأسبوع السابع ولم يفصل بين انتهاء الأسبوع السابع التي انتهت مبارياته يوم الأربعاء  وبداية الثامن سوى يوم واحدوهو يوم الخميس وستنطلق مباريات الأسبوع الثامن يوم الجمعة، وفي الضربة الأولي من البكسن ديي boxen day يسقط المتصدر الصداقة أمام الثوار بالضربة القاضية ووصيفه غزة الرياضي أمام خدمات رفح  في حين نجا من هذه الضربة الثالث شباب خانيونس الذي أصبح وصيفا بعد فوزه على الأهلي والذي إن فاز في الضربة الثانية ربما يتصدر إن سقط المتصدر مرة أخرى والشاطئ الرابع الذي فاز على اتحاد خانيونس وربما يصبح وصيفا إن نجا من الضربة المقبلة وخدمات رفح الخامس الذي تغلب على الوصيف الرياضي ويمكن له الظفر بالوصافة في الجولة القادمة ، فهل يستطيع  الساقطون من تدارك الأمر وهل ينجح الناجون من الاستمرار في التقدم وتقديم الهدايا لجماهيرهم ؟ هذا ما ستكشفه المباريات القادمة  .

خامسا : الجوهرة السوداء والوقت غيرالعادي

يزداد تألقا وبهاء كلما تمكن العمر منه ويستمر بريقه رغم سواده الغامق ويقول كلمته عندما يعز الكلام وينثر عطره عندما تنعدم روائح الانتصار والفوز فتنتشر السعادة في ربوع المدرجات وتنشرح صدور العشاق والمحبينوتعلو الصيحات وتنفرج الأسارير وتطيب الأهازيج ، وتحتار الحناجر بأي صوت تناديه وبأي لقب تنعته وتكنيه ، سليمان العبيد مهاجم الشاطئ وأحد أبرز الهدافين الفلسطينيين على مر العصور وصل إلي هدفه السادس في 7 مباريات بمعدل هدف تقريبا  في كل مباراة وهو معدل للكبار فقط وكان آخر إبداعاته تسجيله ثنائية في مرمى الطواحين وهي الثنائية الثانية له هذا الموسم بعد الأولي أمام الأهلي وفي كلتا المباراتين كان فريق الشاطئ متخلفا في الشوط الأول مرة بهدف أمام اتحاد خانيونس وفاز فريقه 3/1 والتي سبقتها بثلاثية امام الأهلي وانتهت المباراة 3/3 ، ومازال العبيد يرغب في المزيد .

على الجانب الآخر تميز هذا الأسبوع بغزارة الأهداف حيث بلغت الحصيلة 18 هدف في 6 مباريات انتهت منها 5 بفوز أحد الفريقين وتعادل إيجابي وحيد واستطاعت جميع الفرق من إحراز أهداف باستثناء المتصدر الصداقة والوصيف غزة الرياضي، ولكن ما ميز أهداف هذا الأسبوع أن الكثير منها جاء في أوقات غير اعتيادية أو أوقات قاتلة ففي مباراة شباب رفح والقادسية سجل مهاجم الشباب هدفا تاريخيا في مرمى القادسية قبل انقضاء الثواني العشر الأولي فيما سجل هدف التعادل الثاني للقادسية محمد النمس في الدقيقة 90،وسجل يوسف داود مهاجم شباب جباليا هدف الفوز في مرمى الصداقة في الدقيقة الأولي من المباراة ، وفي مباراة اتحاد خانيونس والشاطئ سجل عمر أبو شقرة مهاجم الاتحاد هدف التقدم لفريقه في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول فيما سجل ادهم المقادمة  للشاطئ هدف الفوز في الدقيقة 85 قبل أن يعزز سليمان العبيد النتيجة في الدقيقة 96، واحرز علاء عطية مهاجم الشجاعية هدف الفوز لفريقه في مرمى الهلال في الدقيقة 82 ، وفي مباراة خدمات رفح والرياضي سجل اللاعب معتز النحال مهاجم الخدمات الهدف الثاني له ولفريقه في مرمي الرياضي في الدقيقة 83 ، في حين أحرز خالد القوقا مهاجم شباب خانيونس الهدف الثاني لفريقه في مرمى الأهلي في الدقيقة 82 وقلص مهاجم الاهلي شادي مصبح النتيجة في الدقيقة 83 ليعود بعده محمد أبو موسي لاعب الشباب ويحرز الهدف الثالث في الدقيقة 88 .