مانشستر سيتي نسخة "برشلونة بيب" المطوّرة في الدوري الإنكليزي

 

الرياضية أون لاين - هُمام كدر

يُقرن مانشستر سيتي متصدر الدوري الإنكليزي انتصاراته البراقة محلياً وأوروبياً بالأداء المُبهر، من قبل لاعبيه الذين أظهروا نُضجاً كافياً للظفر بالألقاب مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا.

يحار المرء في مَن يمتدح عندما ينظر إلى أداء هذا الفريق، ليس فقط بعد الفوز المؤزّر على أرسنال 3-1 أمس في المرحلة 11 من البريمرليغ، ولكن في أغلب النِزالات التي خاضها حتى الآن.

أكثر من لاعب موهوب قادر على صناعة الفارق، أكثر من قائد بإمكانه تحمّل مسؤولية نقل الفريق إلى بر الأمان، أكثر من لاعب تطوّر بين الموسم الأول لبيب (الماضي) والموسم الثاني (الحالي).

وإذا ما فصّلنا في الحديث عن نجوم سيتي ضمن الربع الأول من الموسم؛ يرتفع اسم البلجيكي كيفن دي بروين مباشرةً ليكون أول من يستحوذ على معظم مقالات الإعجاب في صحافة إنكلترا والعالم.

كيف لا والفتى البلجيكي البالغ من العمر 26 عاماً لا يفوّت أي فرصة إلا ويظهر إمكانياته البارعة فيها وإبداعه المُستدام في خدمة فريقه. 

دي بروين ليس وحده من يسهم في لوحات الـ"سيتيزن" الجميلة، بل هناك مهاجم بارع كاد غوارديولا أن يفرط به قبل أكثر من عام هو سيرخيو أغويرو الذي أصبح الهداف التاريخي للفريق مؤخراً.

أصبح رصيد أغويرو 179 هدفاً في 265 مباراة مع سيتي وربطاً مع العمل الجماعي في الفريق، فإن دي بروين هو ثالث أفضل ممرر للنجم الأرجنتيني بـ11 تمريرة حاسمة رغم أن البلجيكي يلعب موسمه الثالث فقط في ستاد الاتحاد.

ولا تقل أدوار الألماني ليروي ساني عن زميليه السابقين في حمل الفريق على أكتاف موهبته... وكذلك البرازيلي غابرييل جيسوس، الذي لم يكن محط اهتمام كبار القارة لكنه في الأسابيع الأولى من قدومه كانون الثاني/ يناير الماضي أظهر أنه محل ثقة قبل أن يتعرض لإصابة أبعدته لأشهر. 

ومن وجهة نظر جماهير سيتي حسناً فعل المدرب الكاتالوني حين لم يفرط بالنجم الإسباني ديفيد سيلفا، فالأخير  يمثل حجر زاوية في خطط بيب.

تصحيح الأخطاء 

ربما لم يتعرض غوارديولا للنقد في مسيرته كمدرب كما تعرّض في الموسم الماضي مع سيتي، إذ أنفق النادي لأجله مبالغاً طائلة دون الخروج بأي لقب، لكن بيب بقي هادئاً وعمل على تصحيح أخطائه بتأنٍ وبلا غرور.

وعمل المدرب على عدة نقاط أحدثت الفارق في نتائج الفريق نذكر منها:

- التخلص من اللاعبين غير المفيدين للفريق أو لأسباب أخرى، سواء الذين جلبهم بيب نفسه أو المتواجدين قبل مجيئه، نذكر منهم: نوليتو، زاباليتا، فيرناندو، خيسوس نافاس، بوني.

- تطوير: عمل بيب على تطوير عدد من اللاعبين وزيادة فعاليّتهم، يأتي في المقدمة رحيم ستيرلينغ وفابيان ديلف (الذي عانى من إصابة طويلة الموسم  الماضي)...

- صمام أمان: بعد التخبّط في مركز حراسة المرمى الموسم الماضي، بدا غوارديولا مخطئاً جداً حين جلب كلاوديو برافو من برشلونة، وتخلى عن جو هارت، لكنه هذا الموسم جاء بالبرازيلي إيدرسون من بنفيكا ليكون صمام أمان للفريق في سعيه نحو اللقب.

صحيح أن إيدرسون هو الأقل تصدياً بين حراس البريميرليغ حالياً لكن ذلك لأنه الأقل تعرضاً للتسديدات.

جماعية فتاكة

إحدى أهم نقاط القوة في الفريق هي جماعيّته في الهجوم والدفاع، فالضغط العالي الذي يُمارس من قبل لاعبي الهجوم والوسط بدا أفضل نسخة مما يحب بيب، فلو لاحظنا أن جيسوس مثلاً يضغط باتجاه افتكاك الكرة من المنافس لكن سيلفا مثلاً أو آخر هو من يقوم بالافتكاك.

تلك واحدة فقط من نقاط يقوم الفريق بنسجها في مبارياته مُتطلعاً دائماً للفوز وتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف.