لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

هل كوبر هو خيار منتخب مصر الأمثل؟

 

الرياضية أون لاين - أحمد النفيلي 

يواصل الأرجنتيني هيكتور كوبر مسيرته مع المنتخب المصري بين مشيدين بإنجازات الرجل ونجاحه في قيادة الفريق للمونديال من جانب ومطالبين برحيل المدرب الأرجنتيني عن تدريب الفريق من جانب آخر.

عندما تولى الأرجنتيني هيكتور كوبر مسؤولية تدريب المنتخب المصري لكرة القدم استقبل الكثيرون من خبراء ومتابعي كرة القدم في البلاد هذا الخبر بفتور وبعدم تفاؤل بل وبتوقع بفشل سريع يغادر الرجل بعده منصبه الجديد، ولم يكن هذا التوقع نتاج اجتهادات بل كان استناداً لمسيرة كوبر التدريبية في السنوات الأخيرة، إذ أقيل سريعاً من تدريب فرق (ريال بيتيس وراسينغ سانتاندير الإسبانيين إضافة أردو سبور التركي والوصل الإماراتي) أما التجربة الوحيدة للمدرب المخضرم والبالغ من العمر 61 عاماً مع المنتخبات فجاءت عندما تولى تدريب منتخب جورجيا في تجربة فاشلة لم تستمر أكثر من ستة أشهر.

على عكس كل التوقعات جاءت مسيرة كوبر مع المنتخب المصري أكثر من ناجحة على صعيد الإنجازات والنتائج فالرجل الذي درب في أيامه الخوالي فرقاً شهيرة مثل لانوس الأرجنتيني وفالنسيا الإسباني وإنتر ميلان الإيطالي وحصل مع مايوركا وفالنسيا على كأس السوبر الإسباني وعلى لقب أفضل مدرب في أوروبا عام 2000، نجح في إعادة الفراعنة إلى سكة الانتصارات وإلى المشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية عقب الغياب عن البطولة لـ3 دورات متتالية، بل أنه قاد الفريق إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر أمام الكاميرون في النهائي (2-1).

إنجاز العودة للمونديال 

أما الإنجاز الأبرز له مع الفراعنة فكان الصعود إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ مونديال 1990 أي بعد غياب دام 28 عاماً، والأهم أن الإنجاز جاء مبكراً قبل نهاية التصفيات بمرحلة كاملة حيث كان المنتخب المصري هو ثاني المنتخبات الأفريقية المتأهلة لمونديال روسيا 2018 بعد المنتخب النيجيري.

ومع المنتخب المصري حقق كوبر نسبة الفوز الأكبر في مسيرته الشخصية حتى الآن، فقد قاد الفريق في 29 مباراة فاز في 19 وتعادل في 4 وخسر 6 فقط محققاً نسبة فوز بلغت 65.52% وهي النسبة الأفضل في مسيرة المدرب الأرجنتيني وكان الإنجاز الأفضل له قبل ذلك مع إنتر ميلان بين عامي 2001 و2003 عندما بلغت نسبة انتصاراته مع الفريق 51.82%.

مطالبات برحيل كوبر

على الرغم من كل الإنجازات التي حققها المدرب الأرجنتيني مع المنتخب المصري إلا أنه تعرض خلال مسيرته مع الفريق والتي بدأت تحديداً عام 2015 إلى سيل من الانتقادات سواءً على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري ويمكن تلخيص أسباب تعرضه للانتقاد المستمر فيما يلي.

• كوبر بدا متحفظاً جداً في جميع المباريات التي خاضها مع المنتخب المصري فأفقد المصريين هويتهم كروياً وأصبح المنتخب تحت قيادته يميل للأداء الدفاعي البحت حتى عندما يلاقي منتخبات أقل منه خبرة أو مستوى مثل أوغندا على سبيل المثال.

• لم يستفد المدرب الأرجنتيني في وجهة نظر الكثيرين من التطور الفني الحادث في مستوى الكثير من لاعبيه مثل أحمد حجازي أحد أفضل مدافعي وست بروميتش حالياً أو محمود تريزيغيه الذي يخوض موسماً استثنائياً مع قاسم باشا التركي.

• لم يستطع كوبر التعامل بشكل أمثل مع النقص الحاد في بعض المراكز مثل مركز حراسة المرمى على سبيل المثال، حيث آثر عدم المغامرة بالدفع بحارس واعد تنقصه الخبرة مثل محمد عواد حارس الإسماعيلي ولجأ إلى الاعتماد على حارس الفراعنة التاريخي عصام الحضري "44 عاماً". 

• في جميع المباريات التي واجه خلالها كوبر منتخباً متفوقاً فنياً في الملعب على فريقه لم يتمكن المدرب الأرجنتيني من استعادة زمام الأمور وحدث ذلك تحديداً أمام تونس في تصفيات كأس أمم أفريقيا، بل وأمام المنتخب الكونغولي في مواجهة التأهل التاريخية الأخيرة والتي ارتكب خلالها مدرب الفراعنة الكثير من الأخطاء خاصة في التغييرات كادت أن تكلف فريقه نتيجة المباراة.
وبعد كل ذلك يبقى السؤال الأهم .. هل يجب على الاتحاد المصري توجيه الشكر لكوبر والبحث عن بديل للمرحلة القادمة؟

بشكل عملي فإن الاستغناء عن كوبر بعد الصعود للمونديال لن تكون بدعة للمنتخب المصري فقد سبقه إلى ذلك الاتحاد السعودي الذي أقال الهولندي فان مارفيك، فيما استغنت صربيا عن مدربها سلافوليوب موسلين الذي أعاد الصرب إلى كأس العالم بعد الغياب منذ مونديال 2010.

المعطيات الفنية

فنياً .. بالتأكيد فإن استمرار المنتخب المصري مع المدرب الذي عمل معه منذ عامين أفضل من دخول لاعبي لفريق في تجربة جديدة مع مدرب آخر، إلا أنه في الوقت ذاته فيجب على كوبر نفسه أن يبدأ في التعامل بفكر مختلف مع متطلبات المرحلة الهامة القادمة والتي ستبدأ تحديداً في مواجهة غانا القادمة في الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال وهي مباراة وإن كانت تحصيل حاصل إلا أنها تعد الخطوة الأولى في خطة إعداد المصريين لمشاركتهم الثالثة في نهائيات كأس العالم.

كوبر تعامل بشكل جيد مع هذه الخطوة فلم يستدع لمباراة غانا محمد صلاح نجم وهداف ليفربول الإنكليزي وآثر إراحته، كما أعلن أن باب الانضمام للمنتخب سيكون مفتوحاً أمام كل من يتألق مع ناديه ودلل على ذلك بإعادة محمود عبد الرازق "شيكابالا" للمنتخب بعد تألقه مع ناديه الرائد السعودي (شارك في 6 مباريات محرزاً 3 أهداف وصنع هدفين) كما ضم عمرو مرعي مهاجم النجم الساحلي التونسي إضافة إلى استدعاء عواد حارس الإسماعيلي.

ويبقى في النهاية تساؤل هام وهو هل سيتمكن هيكتور كوبر من الرد على كل منتقديه، بعد أن تخلص من ضغوط تحقيق إنجاز التأهل وأصبح يمتلك "رفاهية" البحث عن البدائل والعمل على تطوير الأداء؟، هذا ما سيجيب المدرب الأرجنتيني عليه بنفسه في المرحلة القادمة التي بالتأكيد ستبدأ أولى فصولها بمواجهة غانا في الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال، الأحد الثاني عشر من الشهر الحالي في مدينة كيب كوست.