الرياضية أون لاين - أحمد النفيلي
أما الإنجاز الأبرز له مع الفراعنة فكان الصعود إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ مونديال 1990 أي بعد غياب دام 28 عاماً، والأهم أن الإنجاز جاء مبكراً قبل نهاية التصفيات بمرحلة كاملة حيث كان المنتخب المصري هو ثاني المنتخبات الأفريقية المتأهلة لمونديال روسيا 2018 بعد المنتخب النيجيري.
ومع المنتخب المصري حقق كوبر نسبة الفوز الأكبر في مسيرته الشخصية حتى الآن، فقد قاد الفريق في 29 مباراة فاز في 19 وتعادل في 4 وخسر 6 فقط محققاً نسبة فوز بلغت 65.52% وهي النسبة الأفضل في مسيرة المدرب الأرجنتيني وكان الإنجاز الأفضل له قبل ذلك مع إنتر ميلان بين عامي 2001 و2003 عندما بلغت نسبة انتصاراته مع الفريق 51.82%.
على الرغم من كل الإنجازات التي حققها المدرب الأرجنتيني مع المنتخب المصري إلا أنه تعرض خلال مسيرته مع الفريق والتي بدأت تحديداً عام 2015 إلى سيل من الانتقادات سواءً على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري ويمكن تلخيص أسباب تعرضه للانتقاد المستمر فيما يلي.
• كوبر بدا متحفظاً جداً في جميع المباريات التي خاضها مع المنتخب المصري فأفقد المصريين هويتهم كروياً وأصبح المنتخب تحت قيادته يميل للأداء الدفاعي البحت حتى عندما يلاقي منتخبات أقل منه خبرة أو مستوى مثل أوغندا على سبيل المثال.
• لم يستفد المدرب الأرجنتيني في وجهة نظر الكثيرين من التطور الفني الحادث في مستوى الكثير من لاعبيه مثل أحمد حجازي أحد أفضل مدافعي وست بروميتش حالياً أو محمود تريزيغيه الذي يخوض موسماً استثنائياً مع قاسم باشا التركي.
• لم يستطع كوبر التعامل بشكل أمثل مع النقص الحاد في بعض المراكز مثل مركز حراسة المرمى على سبيل المثال، حيث آثر عدم المغامرة بالدفع بحارس واعد تنقصه الخبرة مثل محمد عواد حارس الإسماعيلي ولجأ إلى الاعتماد على حارس الفراعنة التاريخي عصام الحضري "44 عاماً".
• في جميع المباريات التي واجه خلالها كوبر منتخباً متفوقاً فنياً في الملعب على فريقه لم يتمكن المدرب الأرجنتيني من استعادة زمام الأمور وحدث ذلك تحديداً أمام تونس في تصفيات كأس أمم أفريقيا، بل وأمام المنتخب الكونغولي في مواجهة التأهل التاريخية الأخيرة والتي ارتكب خلالها مدرب الفراعنة الكثير من الأخطاء خاصة في التغييرات كادت أن تكلف فريقه نتيجة المباراة.
وبعد كل ذلك يبقى السؤال الأهم .. هل يجب على الاتحاد المصري توجيه الشكر لكوبر والبحث عن بديل للمرحلة القادمة؟
بشكل عملي فإن الاستغناء عن كوبر بعد الصعود للمونديال لن تكون بدعة للمنتخب المصري فقد سبقه إلى ذلك الاتحاد السعودي الذي أقال الهولندي فان مارفيك، فيما استغنت صربيا عن مدربها سلافوليوب موسلين الذي أعاد الصرب إلى كأس العالم بعد الغياب منذ مونديال 2010.
فنياً .. بالتأكيد فإن استمرار المنتخب المصري مع المدرب الذي عمل معه منذ عامين أفضل من دخول لاعبي لفريق في تجربة جديدة مع مدرب آخر، إلا أنه في الوقت ذاته فيجب على كوبر نفسه أن يبدأ في التعامل بفكر مختلف مع متطلبات المرحلة الهامة القادمة والتي ستبدأ تحديداً في مواجهة غانا القادمة في الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال وهي مباراة وإن كانت تحصيل حاصل إلا أنها تعد الخطوة الأولى في خطة إعداد المصريين لمشاركتهم الثالثة في نهائيات كأس العالم.
كوبر تعامل بشكل جيد مع هذه الخطوة فلم يستدع لمباراة غانا محمد صلاح نجم وهداف ليفربول الإنكليزي وآثر إراحته، كما أعلن أن باب الانضمام للمنتخب سيكون مفتوحاً أمام كل من يتألق مع ناديه ودلل على ذلك بإعادة محمود عبد الرازق "شيكابالا" للمنتخب بعد تألقه مع ناديه الرائد السعودي (شارك في 6 مباريات محرزاً 3 أهداف وصنع هدفين) كما ضم عمرو مرعي مهاجم النجم الساحلي التونسي إضافة إلى استدعاء عواد حارس الإسماعيلي.
ويبقى في النهاية تساؤل هام وهو هل سيتمكن هيكتور كوبر من الرد على كل منتقديه، بعد أن تخلص من ضغوط تحقيق إنجاز التأهل وأصبح يمتلك "رفاهية" البحث عن البدائل والعمل على تطوير الأداء؟، هذا ما سيجيب المدرب الأرجنتيني عليه بنفسه في المرحلة القادمة التي بالتأكيد ستبدأ أولى فصولها بمواجهة غانا في الجولة الأخيرة من تصفيات المونديال، الأحد الثاني عشر من الشهر الحالي في مدينة كيب كوست.