النني "المكافح" يذهل الجميع ويثبت أقدامه في آرسنال

 

الرياضية أون لاين - أحمد النفيلي

محمد النني لاعب المقاولين العرب السابق وابن مدينة المحلة، أثبت أنه صفقة رابحة لآرسنال، وتمكن من حجز مركز أساسي في تشكيلة المدفعجية على الرغم من صعوبة المنافسة.

محمد النني لاعب منتخب مصر عندما انتقل من فريق بازل السويسري إلى آرسنال الإنكليزي مثلت هذه الصفقة مفاجأة كبرى لجماهير وعشاق المدفعجية، بل وجماهير الكرة المصرية على حد سواء، فعلى الرغم من إمكانيات وقدرات النني كلاعب ارتكاز في وسط الملعب يمتلك القدرات الدفاعية إضافة إلى تميزه بالتسديد على المرمى، إلا أن الآرسنال في هذا الوقت تحديداً كان يعاني من نقص واضح في مركز لاعب الارتكاز في وسط الملعب بسبب الإصابات المتكررة التي ضربت لاعبي الوسط في الفريق اللندني، تحديداً الويلزي أرون رامسي والفرنسي فرانسوا كوكلين إضافة إلى الغياب شبه الدائم لجاك ويلشير الذي فقد مركزه الأساسي في الفريق بفعل الإصابات المتكررة فأمضى موسم 2016-2017 بأكمله معاراً إلى بورنموث.

النني ذهب إلى مدفعجية لندن محملاً بآمال وطموحات بأن يقبض على الفرصة الذهبية بيد من حديد وأن يثبت للـ"أستاذ" آرسين فينغر أنه أهل للثقة وأنه قادر على استغلال الفرصة بشكل جيد، وبالفعل كانت بداية الدولي المصري مذهلة ففور انتقال اللاعب إلى صفوف الفريق من بازل تحديداً في 14-كانون الثاني/ يناير 2016 اكتسب ثقة مدربه وأثبت أنه صفقة رابحة بكل المقاييس بل أنه حصل على لقب لاعب الشهر في شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل من عام 2016، علماً بأن اللاعب شارك في أول نصف موسم له مع الفريق اللندني في 14 مباراة أحرز خلالها هدفين أحدهما كان في شباك برشلونة في دوري أبطال أوروبا فصار وقتها أول لاعب مصري في التاريخ يتمكن من هز الشباك في قلعة الكامب نو معقل الفريق الكاتالوني. 

محمد النني

تراجع في الموسم الماضي

آرسنال عاش أياماً بالغة الصعوبة في الموسم الماضي، فحل في المركز الخامس فاقداً موقعه المفضل في المربع الذهبي لأول مرة منذ 20 عاماً، وهو ما أكد بالتبعية ابتعاده عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ولعل ذلك كان نتيجة منطقية لحالة عدم الاتزان التي عانى منها الفريق طوال الموسم بسبب اللغط الحادث حول تجديد مدربه التاريخي آرسين فينغر لتعاقده مع الفريق من عدمه، بل أن لأول مرة تصل الأمور إلى تنظيم مجموعة كبيرة من الجماهير لمسيرات تطالب المدرب الفرنسي بالتنحي عن قيادة الفريق، كل ذلك بالتأكيد أثر على مستويات اللاعبين ومنهم النني الذي أمضى أغلب الموسم السابق على مقاعد البدلاء، وتأثرت مشاركته بشكل واضح بضم لاعب الوسط السويسري غرانات تشاكا الذي تم التعاقد معه من بروسيا مونشنغلادباخ تحديداً في الحادي والعشرين من أيار/مايو عام 2016، فأثر ذلك بالتأكيد على مشاركات النني في الموسم الماضي إذ شارك في 12 مباراة فقط طوال الموسم وهو ما جعل الكثيرين يتوقعون رحيله في فترة الانتقالات الصيفية الماضية عن فريق شمال لندن.

تصميم وكفاح ونتائج مذهلة

المثير أن النني لم يستسلم لتلك الشائعات أو يتعامل مع إمكانية رحيلة عن آرسنال على أنها من المسلمات بل أنه قاتل في فترة الاستعداد لموسم 2017-2018 لإثبات أحقيته ليس فقط بالبقاء ضمن صفوف الفريق بل أيضاً لحجز مكان ثابت في تشكيلته الأساسية، مستغلاُ قناعة مدربه فينغر بإمكانياته ومحاولاً الاستفادة قدر الإمكان بكل العوامل المحيطة به لتطوير مستواه، وتعرضت عزيمة اللاعب لاختبار حقيقي في الـ"ميركاتو الصيفي" الماضي عندما تلقى عرضاً جاداً للانضمام لفريق ليستر سيتي مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني أعقبه عرض آخر للانضمام لغلطه سراي، إلا أنه رفض العرضين وصمم على مواصلة الكفاح من أجل أن يكون له دور حقيقي في أحد أعرق فرق إنكلترا والعالم "تأسس آرسنال عام 1886 وحصد لقب الدوري 13 مرة آخرها موسم 2003-2004".

وبالفعل كان للفرعون المصري ما أراد فقد شارك في جميع مباريات آرسنال الودية سواءُ في رحلة أستراليا أو في الكأس الدولية الودية، بل أن فينغر فاجأ الجميع بإشراك اللاعب كظهير حر "ليبرو" وهو مكان أثبت فيه النني نجاعة كبيرة جداً كما تطور أداء اللاعب بشكل مذهل في وسط الملعب فلم يعد لاعب الارتكاز التقليدي الذي يعمل على إفساد هجمات الخصم فقط بل أنه أصبح يقوم بمهام هجومية واضحة كأن يقوم ببناء هجمات الفريق من العمق أو يرسل التمريرات المفتاحية التي تسبق تمريرة صناعة الأهداف أو حتى يهدي التمريرة الحاسمة.

محمد النني

شارك النني في تشكيلة آرسنال الأساسية أمام ليستر سيتي في أول مباراة للفريق في الموسم الحالي من الدوري الإنكليزي 2017-2018 وصنع أول أهداف الفريق في البطولة بإهدائه التمريرة الحاسمة التي أحرز منها الفرنسي لاكازيت أول أهداف الفريق في البطولة بل وأول أهداف البطولة هذا الموسم على الإطلاق.

شارك النني مع آرسنال في الدوري الإنكليزي في 5 مباريات من أصل 8، وهي نسبة رائعة جداً للنجم المصري حتى الآن مع الأخذ في الاعتبار صعوبة المنافسة على حجز مقعد أساسي خاصة أن مركز النني يعج بالعديد من اللاعبين حالياً.

• كسب النني ما نسبته 59% من الصراعات الثنائية .

• قام لاعب المنتخب المصري بصناعة أربعة فرص حقيقية على المرمى.

• أهدى النني تمريرة حاسمة .

• نسبة دقة تمريراته بلغت حتى الآن (92%)

• في الدوري الأوروبي يعد النني خياراً أساسياً لفينغر إذ شارك في كل مباريات الفريق في البطولة "3 مباريات" وبلغت نسبة دقة تمريراته حتى الآن في البطولة 95%.

• النني هو أول لاعب مصري يفوز ببطولتين مع فريقه في إنكلترا حيث توج بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي الموسم الماضي "2016-2017" كما توج في افتتاح الموسم الحالي بلقب الدرع الخيرية .

وأخيراً فإن اللاعب المصري ابن مدينة المحلة الكبرى أعطى من خلال مسيرته مع مدفعجية لندن حتى الآن درساً هاماً للنشئ في التصميم والمثابرة كما أنه أصبح بحق لاعب "جوكر" في الفريق يمكن فينغر من الاعتماد عليه في أكثر من مركز بدليل أنه شارك في مواجهة الفريق الصعبة خارج ملعبه في الدوري الأوروبي أمام النجم الأحمر الصربي في مركز الظهير الحر "ليبرو" وتألق في هذا المركز بشكل واضح وساهم في محافظة آرسنال على نظافة شباكه وخروجه بنتيجة الفوز بهدف نظيف وهو فوز رفع رصيد الفريق اللندني إلى 9 نقاط وجعله على مشارف التأهل لدور الـ32.