الجزء الأول: السيرة الذاتية للسير أليكس فيرغسون "تأملات"

 

الرياضية أون لاين - متابعة محمد عدوان - ترجمة مريم قاسم

دوما نشاهد لاعبي ومدربي كرة القدم على المستطيل الأخضر، نستمتع بفنهم وأدائهم وتكيكاتهم وخططهم، ولكن في كل نجم كروي العديد من الحكايات التي دونها من خلال كتاب يستعرض فيه سيرته الذاتية

الرياضية أون لاين ستعمل في هذه الفقرة الثابتة على نشر العديد من القصص والحكايات التي يرويها نجوم الكرة أو لاعبين أو مدربين من خلال السير الذاتية التي قاموا بنشرها

تأملات

إذا أردت نتيجة واحدة في كل مبارياتي لكي أشرح لكم ما هو مانشستر يونايتد، فإن تلك النتيجة هي نتيجة مباراتي الـ 1500، أخر مباراة في مسيرتي التدريبية، ويست بروميتش 5 مانشستر يونايتد 5، جنوني رائع ممتع، مغضب.

إذا كنت ستذهب لترى مانشستر يونايتد، فإنك سترى أهداف كثيرة ودراما، ستكون المباراة بمثابة اختبار لقلبك ومدى تحمله، لم أستطع أن اشتكي بسبب التخلي عن الفوز بنتيجة 5-2 أمام ويست بروميتش في 9 دقائق فقط.

ألكيس فيرغسون

بالطبع أبديت انزعاجي في بادئ الأمر، ولكن اللاعبين استطاعوا أن يكشفوا أنني لم أكن منزعجا كعادتي، فقلت لهم: "شكرا لكم يا شباب، يا لها من وداعية رائعة!"

لقد تم الإعلان أن ديفيد مويس هو خليفتي عندما كنا جالسين في غرفة التبديل بعد المباراة، فقال جيجز مازحا: "لقد قدم ديفيد مويس استقالته".

بالرغم من الأخطاء الدفاعية الفادحة في ذلك اليوم إلا أنني كنت فخورا وشعرت بالراحة لأنني قد قدمت هؤلاء اللاعبين والمدربين العاملين المميزين لديفيد مويس، عملي قد انتهى، عائلتي كانت هناك، في جناح "ريجيس" في ملعب ويست بروميتش، ورأيت حياة جديدة لي.

كان يوما من تلك الأيام التي تكون كالحلم، ويست بروميتش كانوا نموذجا للرقي واهتموا بي جيدا، بعد ذلك أرسلوا لي قائمة اللاعبين موقعة من قبل لاعبي الفريقين، معظم عائلتي كانوا هناك معي: أولادي الثلاثة، ثمانية أحفاد وصديقين من المقربين لي، كانت سعادة لي أن أراهم هناك ليستمتعوا بالنهاية معي، عائلتنا خرجت كعائلة واحدة قوية في ذلك اليوم.

عندما كنت ارتجل حافلة الفريق لآخر مرة خارج معلب ويست بروميتش كنت أنوي أن استمتع بكل لحظة في المباراة، لم يكن الاعتزال صعبا بالنسبة لي، لأنني كنت أعلم أن الوقت أصبح مناسبا، الليلة ما قبل المباراة أكد لي اللاعبين أنهم يريدون أن يجعلوا اعتزالي مناسبة جميلة، قدموا لي هدية خاصة جدا، ساعة رولكس جميلة صنعت في عام 1941، سنة ولادتي، وكانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة 3:03 دقائق بعد الظهر، أي في الوقت الذي لوت فيه إلى هذه الدنيا في جلاسكو بتاريخ 31 ديسمبر 1941. أيضا أهدوني كتاب مليئ بالصور للأوقات التي قضيتها في اليونايتد مع أحفادي وعائلتي في وسط الكتاب، ريو فيردناند المهتم الكبير بساعات اليد كان وراء فكرة الهدية الرئيسية.

ألكيس فيرغسون

بعدما استلمت الساعة والكتاب وسط التصفيق، لاحظت نظرة محددة على وجوه بعض اللاعبين، كانت لحظة لم يعلم البعض كيف يتصرف بها لأنني لطالما كنت معهم، والبعض لأكثر من 20 عاما، لقد رأيت نظرة خالية من التعبير وكأنها تقول: "كيف سيكون الوضع الآن؟" البعض لم يعرف أي مدرب آخر غيري.

كانت هناك مباراة وحيدة ألعبها وكنت أريد أن أتحكم بها جيدا، كنا متقدمين بــ 3 أهداف مقابل لا شيء، في أول ثلاثين دقيقة، ولكن ويست بروميتش لم يكونوا مستعدين أبدا أن يسهلوا وداعيتي "جون سيفبيك" هو أول من سجل لليونايتد تحت قيادتي، في الــ 22 من نوفمبر عام 1986، أما آخر هدف تحت قيادتي فقد سجله خافيير هيرنانديز "تشيشاريتو" في الـ 19 من مايو 2013. عندما كانت النتيجة 5-2 كان من الممكن أن ننهي المباراة بنتيجة 20-2 عندما أصبحت 5-5 كانت من الممكن أن نخسر بنتيجة 20-5، حالتنا الدفاعية كانت فظيعة، سجل ويست بروميتش 3 أهداف في 5 دقائق، مع لوكاكو مسجلا هاتريك.

بالرغم من انهيار شباكنا، كان الأجواء مرحة في غرفة التبديل، بعد صافرة النهاية بقينا على أرضية الملعب لكي نلوح للجماهير المسافرة، جيجز دفعني للأمام وكل اللاعبين بقوا في الخلف، كنت لوحدي مقابلا وجوه باسمة.

قضى مشجعينا اليوم كاملا في الغناء والتشجيع والاحتفال، كنت سأكون سعيدا بالفوز بنتيجة 5-2 ولكن بدا لي أن 5-5 كانت نتيجة مناسبة لوداعيتي، كانت أول مباراة تنتهي بهذه النتيجة في تاريخ البريميرليج وأيضا الأولى في مسيرتي الكروية، آخر قطعة من التاريخ في أخر 90 دقيقة لي.

ألكيس فيرغسون

من كتاب السيرة الذاتية للسير أليكس فيرغسون