الرُّبْعُ لمْ يكتملْ للواحد!!

حصاد أفريقيا: انتهى العُرسْ.. واستمرَّ النَّحسْ !!

الرياضية اون لاين/ كتب-سمير كنعان

بنسبة الرُّبْعِ 25% دخل عرب أفريقيا نسخةَ الجابون2017 من العرس القارّي الحادي والثلاثين، بواقع 4 منتخبات من أصل 16 منتخباً مشاركاً، وهم (الجزائر والمغرب وتونس ومصر)، وتساقط العرب في مختلف الأدوار واحداً تلوَ الآخر بمستوياتٍ متباينة ما بينَ الإقناع والبناء للمستقبل وبين الخيبة والحسرة، ولمْ تقفْ الخيبةُ على العرب وحدهم في أحدى أسوأ بطولات أمم أفريقيا فنياً، وإنما طالتْ حامل اللقب ساحل العاج والبلد المضيف الجابون الذي أُقصيَ من مجموعته الأولى وضمّتْ غينيا بيساو والكاميرون وبوركينافاسو، ولمْ يكتفِ الأخيران بالتأهل عن المجموعة بل وصلا إلى نصف النهائي.

في المجموعة الثانية تأهلت السنغال وتونس بإقناعٍ تامّ، تاركين الحسرة على وجوه محاربي الصحراء الجزائريين للخروج مبكراً رفقةَ زيمبابوي الضعيفة، واصطدمت السنغال بالكاميرون، وتونس بالمنتخب البوركيني ليتأهلَ طرفا المجموعة الأولى أمام الثانية بغير جدارة واستحقاق في مربع الذهب.

في الثالثة كان الظهور العربي مميزاً بمنتخب قوي متماسك أثبت أحقيته وتأهل وصيفاً بعد إقصائه حامل اللقب ساحل العاج نافضاً عنه البداية السيئة بخسارة من الكونغو، التي تصدرت المجموعة ليودّع منتخبا توجو وساحل العاج من الباب الضيق.

جاءت رابع المجموعات برابع الرُّبع العربي منتخب مصر صاحب الرقم القياسي بـ7نجوم قارية، والذي حمل لواء العروبة متصدراً بفوزه على الجواهر السوداء غانا بقذيفة محمد صلاح، في حين ودّعت أوغندا ومالي بشكلٍ يعتبر منطقياً، ويضرب العرب موعداً استثنائياً بديربي كسر العقدة بين المغرب ومصر، عقدة المغاربة التي استمرتْ لسنوات منذ 1986م، حطّمها المهاجم "كهربا" بهدفٍ قاتل بآخر لحظات المباراة، ليتأهل الفراعنة لنصف النهائي لمواجهة بوركينافاسو التي أقصت تونس، ولحقتها غانا لقبل النهائي بفوزها على الكونغو المقنعة جداً وأحد أفضل منتخبات البطولة.

مربع الذهب.. مرصع بالذهب
مصر تواصل حملها لواء العروبة وتقصي بوركينافاسو بركلات الجزاء في لقاء ماراثوني، تألق فيه الحارس عصام الحضري المخضرم 44عاماً، وبدأ الرّبعُ العربي كأنه ربيع عربي للبطولة في طريقه للقب الغالي، بينما رفيقتها غانا سقطت أمام الكاميرون 2-0 في أقوى المواجهات، لتضرب الأخيرة موعداً ثأرياً أمام فراعنة مصر بنهائي غير متوقع على الإطلاق، نظراً لسوء الأداء والبداية لكليْهما ولفوارق الإمكانيات لدى غيرهما من بقية المشاركين المحترفين، ولمْ يكن أشدّ المتفائلين للمنتخبيْن يتوقع وصولهما للنهائي القارّي.

النحس بالنهائي .. لا نهائي!!
كوبر مدرب المنتخب المصري مشهورٌ بسوء حظه في النهائيات كأحد أكثر الخاسرين لنهائيات بطولات عالمية مثل رانييري وسيميوني، لكنّ الأخيريْن أفضل حالاً منه بفوزهما ببعض الكؤوس وأفضلية رانييري بلقب دوري البريميرليغ الإنجليزي الموسم الماضي بشيءٍ من الخرافة والإعجاز مع ليستر سيتي!
وخسر كوبر نهائي أبطال أوروبا مرتيْن متتاليتيْن 2000و2001، وقبلهما نهائي كأس أسبانيا ونهائي كأس الكؤوس الأوروبية1998، وتوقع الجميع أنْ يفكَّ نحسه في2017 على يد الفراعنة أصحاب اليد العليا في الألقاب والإنجازات القارية على صعيد المنتخب أو الأندية، إلا أنَّ الصراع البدني لم يكن في صالح المصريين خاصة في ظل الغيابات والإرهاق بعد ماراثون بوركينافاسو، فقد قلب أسود الكاميرون الطاولة على صلاح ورفاقه بعد هدف "النني" ليفوزوا 2/1 ويعلو زئيرهم بين أدغال أفريقيا، وعلقت الكاميرون نجمتها الخامسة قارياً، بعدما أصرّت على إنهاء حلم "كوبر" واستمرار حمْلِه لقبَ المدرب المنحوس بالنهائيات، ليكون اللقب لا نهائياً !!
وتبقى القاعدة الرئيسية هي (الهزيمة يتيمة والفوز له مائة أب) فلو أنَّ كوبر فاز باللقب لمجّدوه ولاعبيه حتى الثمالة، ولكنّ السيف يقطع رأس الخاسرين دوماً!!

وبهذا انتهت حكاية "الرُّبع" الذي لم يكتمل للواحد البطل، فقد خسرت مصر رُبْعُ العرب الذين شكلوا رُبْعَ البطولة!!

محصلة وأرقام:
*أفضل هداف هو جونيور كابنانغا الكونغولي ب3 أهدافٍ فقط، في نسخة عقيمة تهديفياً.
*أول خسارة للفراعنة في أمم أفريقيا منذ خسارة الجزائر في نسخة تونس2004م التي حققتها المضيفة.
*أفضل لاعب في البطولة الكاميروني كريستيان باسوجوج.
*غانا أول منتخب في تاريخ القارة السمراء يصل لنصف النهائي في 6 نسخ متتالية كرقم قياسي مستحق بجدارة.
*الكاميرون تفك شراكة الوصافة مع غانا ب5 ألقاب و4 فقط للأخيرة، و3 للنسور الخضراء النيجيرية.
*الجزائر بمحترفيها كانوا في مهبّ الريح بالخيبة الكبرى للوداع المبكر، بينما كسب العرب منتخباتٍ شابة قوية هي تونس والمغرب ومصر، قادرة على الإنجاز في المستقبل القريب بإذن الله.
*منتخبات القارة السمراء تطورت دفاعياً، وظهر هذا جلياً في قلة الأهداف، وتزامن ذلك مع انتهاء عصر الأساطير من كبار القارة، فصار الكلُّ نداً للكلّ في أدغال أفريقيا.!!