لا تتوفر نتائج هذه اللحظة

مطلوب خطة إستراتيجية تأخذ نقاط القوة والضعف

اسامة فلفل

(صحفي رياضي فلسطيني)

  • 1 مقال

كتب / أسامة فلفل

اليوم وفي ظل حالة التطور السريعة التي يشهدها العالم أصبحت حضارة الشعوب تقاس بنتائجها الرياضية وبديناميكية حركتها الشبابية الواعدة، فلم تعد الرياضة مجرد إشباع هواية إنما أصبحت أسلوب ونمط عيش وتعبير عن ثقافة وطنية أصيلة لها امتداداتها وعمق جذورها تعكس مستوى حالة الرقي والتطور والتقدم.

كما أن للرياضة أبعاد تتعدى الحركة البدنية وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بثقافة وبيئة وصحة المجتمع فمن أبرز أهدافها القيمة إبعاد الشباب عن الآفات المجتمعية والانزلاق في متاهات العصر ، وممارسة الرياضة تغذي الروح والعقل وتعزز الثقافة وتبني الشباب القادر على مواجهات تحديات العصر وتعزز الثقة بالذات.

تعتبر ممارسة الرياضة من أهم عناصر تطوير المجتمع وتعزيز الانصهار الوطني فيما بين شرائحه المتنوعة وكم نحن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمشاريع توحد الكل الرياضي في الوطن المكلوم عن طريق تجسيد وتحقيق الوحدة الوطنية الشاملة لمواجهة التحديات المحدقة بالوطن ومنظومته الرياضية.

لقد نجحت الرياضة الفلسطينية وعبر فلسفة وطنية صادقة لقياداتها ورموزها وأبطالها من إبعاد المجتمع عن أي اختلاف سياسيي أو اجتماعي أو ديني وبرزت بجلاء حالة التوحد الرياضي رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن.

لقد عانت الحركة الفلسطينية وعلى مدار عقود طويلة من الاستهداف الصهيوني ومازالت تعاني من التحديات والعقبات ومن المشاكل ورغم عمق الجراح مازالت صامدة تواجه الظروف الصعبة برباطة جأش قوية تستمد قوتها من الالتفاف الجماهيري وحالة الصمود الرياضي وحكمة القيادة الرياضية في حسن إدارة بوصلة الحركة الرياضية.

إن قطاع الشباب والرياضة في الوطن فلسطين قدم التضحيات الكبيرة وظل ومازال يعطي رغم قلة الإمكانيات وصعوبة الأوضاع والظروف المالية ، فهذا القطاع العريض يحتاج إلى الكثير من المتطلبات للنهوض من واقعه الحالي وهو أمر متاح لوجود طاقات واعدة مبدعة وقادرة على العطاء.

إن إيماننا الراسخ والثابت بالقيادة الرياضية الفلسطينية وأركانها وكوادر وقيادات ومرجعيات وأبطال الرياضة الفلسطينية يعطينا حافزا قويا على بلوغ الطموح الفلسطيني.

إن أساس النهوض في قطاع الشباب والرياضة يتمثل ببناء خطة إستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار جميع نقاط القوة والضعف إضافة إلى الفرص المتاحة والتحديات للوصول إلى مشاريع وخطوات محفزة وواضحة مرتبطة بمدة زمنية محددة وبميزانية ، فإذا اقترنت هذه الخطة بالمنهج العلمي سوف تمثل بوصلة التطور والتقدم.

نأمل من الجهات التي أسند لها وضع إستراتيجية وطنية للرياضة الفلسطينية بالعمل على وضع خطة تفصيلية تحاكي مشاكل الشباب والرياضيين الفلسطينيين وتقترح الحلول آملين أن يتم الاستعانة والاستفادة من خبراء رياضيين مخضرمين في الساحة الوطنية والعربية.و الدولية

ختاما...

نأمل أن يوفقنا الله في انجاز هذه الإستراتيجية الوطنية لترجمة الآمال المعقودة ورفع سقف الطموحات المرجوة لتحقيق مشروع النهضة الرياضية الشاملة.

ونحن ندرك أن هذه الخطة جهد مشترك وعمل وطني بامتياز يجب أن يبذل من قبل الجهات المسئولة وجميع الفاعلين والمتخصصين في قطاع الشباب والرياضة وهم كثر وأصحاب رسالة وطنية.