من التمثيل المشرف تأتي الهزيمة

أمجد الضابوس

(كاتب)

  • 1 مقال

كاتب

أمجد الضابوس

 

ثمة شعارات ينبغي أن تُشطب من القاموس الرياضي الفلسطيني، وأولها، شعار التمثيل المشرف، الذي يردده البعض، عند كل إخفاق، وعند كل نتائج تأتي دون الطموح، كما حصل بعد المشاركة الفلسطينية الأخيرة، في دورة الألعاب الأولمبية، ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل.

 

صار لزاماً، شطب شعار التمثيل المشرف، وعدم ذكر نتائجه؛ لأنه البديل الكارثي، لأهم عنصر من عناصر الإبداع والتفوق، ولما يحمله من تبريرات واهية، يختبئ خلفها، أصحاب الحضور التنافسي الضعيف، لعدم تحمل تبعات مشاركتهم المتواضعة.

 

خطورة الترديد المتكرر، لشعار التمثيل المشرف، تكمن في أنه يوطِّن رياضيينا ومسئولينا وجماهيرنا، على تقبل الفشل بكل صدر رحب، حتى صار هذا الشعار، بمثابة الباب الذي تأتي من خلاله الهزيمة، بسبب الحجج التي يتم تقديمها لتبرير الإخفاق في أية منافسات خارجية.

 

الأَولى، بدل رفع شعار التمثيل المشرف، أن نعمل على زرع ثقافة الفوز، وغرسها في نفوس وعقول ممثلينا الرياضيين في البطولات الخارجية. وثقافة الفوز، التي هي من أهم عوامل صناعة الأبطال، لا يجب أن يقتصر تدريسها لممثلينا في المشاركات الخارجية، بل يجب غرسها، في نفوس وعقول أبنائنا الرياضيين، في الفئات السنية الصغيرة، وهذه مسئولية على الأندية ترجمتها إلى حقيقة على أرض الواقع، إن أرادت أن يكون لها شأن، أو تكون صاحبة تاريخ.

 

الأندية الكبيرة، والمنتخبات الكبيرة، تصير كبيرة، بما تفرضه على لاعبيها من أنظمة، وبما تغرسه فيهم من أفكار وثقافات، لا تعرف سوى لغة الانتصار، ولهذا لا تفارق هذه الأندية، وهذه المنتخبات، منصات التتويج، ولا يفارق لاعبوها معانقة الألقاب.

 

عندما يمثلنا لاعب، أو فريق، في بطولة عربية، أو قارية، أو عالمية، نريد منهم مشاركة فعّالة، تفضي إلى نتائج انتصارية وميداليات وبطولات، لا مشاركة شكلية. فالشكليات تأتي على حساب التاريخ الرياضي الفلسطيني، وعلى حساب السمعة، التي تتضرر بسبب تواضع النتائج.

 

ما حصل في "ريو"، يدلل على أن زمن التمثيل المشرف قد ولّى، ويجب أن يحل مكانه زمن الانتصارات. إن ذهبية البطل العربي الأردني أحمد أبو غوش، في مسابقة التايكواندو، تلغي أي مبررات لعدم تحقيق إنجازات، وترد بقوة، على كل من يحاول تبرير الإخفاق، من خلال المقارنة مع نتائج دول عربية، ذات كثافة سكانية مرتفعة.

 

صناعة أبطال فلسطينيين أولمبيين، ليست بالأمر المستحيل، المهم أن يتشرّبوا ثقافة الفوز خلال التخطط للمستقبل، والعمل على تفعيل مبدأ الثواب والعقاب، لينال المقصرون والمجتهدون نصيبهم الذي يستحقوه. نقول هذا، ليقيننا، بأنّ الجينات الفلسطينية، ليست عاقراً، لتنجب لنا أبطالاً بمختلف الميادين.