إزالة الصورة من الطباعة

ازمة كرة السلة النابلسية والخروج منها

بقلم/ كريم عدلي شاهين

ما دفعني الى الكتابة مرة اخرى عن موضوع ازمة كرة السلة النابلسية والمتمثلة في الناديين العريقين حطين وعيبال هو حزني وغيرتي على كرة السلة بشكل عام وكرة السلة النابلسية بشكل خاص.

لست بصدد الخوض في تفاصيل وانجازات هذين الناديين العريقين، الا انه يجب التذكير بانهما يعتبران من اعرق الاندية في تاريخ كرة السلة الفلسطينية، وبانه رغم قلة الامكانات في السابق مقارنة بالاندية الاخرى، الا انهما حصدا العشرات من البطولات وحققا انجازات كبيرة على مستوى الضفة وفلسطين والخارج، وكذلك فانهما كانا من الاندية القليلة جدا التي حافظت على كرة السلة فكانا يقومان بتنظيم البطولات السنوية كل عام على مستوى جميع الفئات العمرية، والاهم تفريخهما لمئات اللاعبين ومنهم العديد من اللاعبين المميزين على صعيد فلسطين، وكانا من افضل 4 اندية في الفترة 1996 الى 2001.

بعد الانتفاضة الثانية بدأت نابلس تعود الى مجدها من خلال هذين الناديين العريقين، ومن خلال ظهور اندية اخرى جديدة فاعلة اقامت بطولات وفرغت لاعبين جيدين وهما نادي التضامن ونادي شباب نابلس، الا انهما لم يستمرا لاسباب ادارية وليست لاسباب مادية، وقد توزع معظم لاعبيهم على الاندية المختلفة. الا ان الازمة الحقيقية في ناديي عيبال وحطين بدأت تظهر منذ حوالي 7 سنوات نتيجة للأسباب التالية:

1)    ضعف الأداء الإداري والرياضي مع غياب الانتماء الحقيقي وثقافة العمل التطوعي لدي اللاعبين والمدربين، عدم القدرة على التحديث، ابتعاد اداريين مهمين عن الناديين. والاهم عدم القدرة على توفير الاحتياجات المالية الكبيرة لبعض اللاعبين الذين عملوا على استغلال وابتزاز الهيئات الادارية.

2)    ارتفاع اعمار معظم لاعبي الفريقين، فمنهم من بقي يلعب ولكن مستواه انخفض ومنهم من اعتزل اللعب، وهناك لاعبين اعتزلوا مبكرا، مع بقاء اللاعبين الشباب الذين خرجوا فيما بعد من الناديين.

3)    الصراع المحموم والممنهج للحصول على افضل اللاعبين خاصة من منطقة الشمال من خلال الاغراءات المادية وغيرها، هذه الوضع بدأ بالظهور منذ حوالي 7 سنوات وزادت وتيرته في هذا الموسم، وهذا نتيجة سياسات الاتحادات السابقة والاتحاد الحالي الذي فاقم الازمة بسبب عدم ضبط انتقالات اللاعبين وعدم تحديد نوعية الدوري الذي يترتب عليه امور كثيرة.

4)    لم تعد الرياضة وخاصة كرة السلة محط انظار واهتمام الشركات والمؤسسات في مدينة نابلس لاسباب مختلفة، بعكس المناطق الاخرى التي تعتبر كرة السلة هي النافذة للوصول الى اهداف اخرى.

ان الخروج من هذه الازمة الصعبة والتي تعتبر الاسوء في تاريخ السلة النابلسية وطريق العودة الى النجاح والمنافسة الحقيقية يكمن من وجهة نظري في دمج ناديي حطين وعيبال  في مؤسسة واحدة قوية قادرة على مواجهة الصعاب والتحديات، وستكون هذه الخطوة الجريئة والقوية خطوة جبارة لاستعادة القوة والمنافسة والهيبة للسلة في نابلس. مع التأكيد على عودة جميع اللاعبين الذين خرجوا من الناديين       وبقية الاندية في الشمال الى هذه المؤسسة، والا فان كرة السلة النابلسية ستعاني كثيرا ويمكن ان تزول في المستقبل القريب خصوصا في ظل الظروف السابقة الذكر.

  

لقد  بادرت وحاولت شخصيا منذ حوالي 20 عاما وبعلاقاتي الجيدة مع الرياضيين في الناديين العمل من اجل ايصال فكرة الدمج الى واقع عملي وكادت هذه الفكرة ان تنجح لولا التعويق المقصود الذي حصل.  

يجب على اداريي الناديين الحاليين والسابقين واللاعبين ان يتعالوا على انفسهم، ويعملوا جنبا الى جنب مع بعضهم ومع كل المخلصين والغيورين على ايجاد حل لهذه الازمة اواخراج حل او فكرة الدمج الى حيز التنفيذ، وهناك تجارب عديدة ناجحة في الدمج وحل الفرق وعودتها خاضتها اندية في الداخل والخارج.

 

بقلم

كريم عدلي شاهين