إزالة الصورة من الطباعة

مونديال الثلج.. بين "صدمة البداية" و"لعنة النهاية" !!

الرياضية اون لاين/ كتب-سمير كنعان

فُتحت ستارة التظاهرة الأكبر في كرة القدم، كأس العالم 2018 على الأراضي الروسية، بحضور 32 منتخباً موزعين على 8 مجموعات، تباينت في قوتها وإثارتها وعدالة القرعة فيها.

ولأول مرة بإنجاز غير مسبوق، شهد المونديال مشاركة 4 منتخبات عربية وهي ممثل عرب آسيا الأخضر السعودي، وثلاثي عرب أفريقيا تونس والمغرب ومصر التي تعود للعرس العالمي بعد قرابة 3 عقود منذ 1990م، وقد كانت الآمال كبيرة على إنجاز عربي جديد برغم قسوة القرعة على المغاربة والتوانسة أمام أسبانيا والبرتغال وإنجلترا وبلجيكا وأربعتهم مرشحون للعب الأدوار النهائية بقوة، لكن المغامرة العربية انتهت بكل أسف وحزن شعبي بعد الخروج المبكر للجميع، مصر بثلاث هزائم، المغرب بتعادل أسباني وهزيمتيْن، ثم السعودية وتونس بفوزٍ وحيد 2/1 وهزيمتيْن، إلا أنّ الأداء الأروع في المونديال كله كان من نصيب أسود أطلس الذين لولا قرعتهم الظالمة كروياً، لوجدناهم في الأدوار الإقصائية المتقدمة بهذا الجيل المميز.

صدمة البداية:

حمل مونديال الثلج في طياته مفاجآت وصدمات لا بأس بها، خاصة لكبار المنتخبات المرشحة، ونستعرضها فيما يلي:
*من العرب بدأت المفاجآت وصدمة البداية، مع المنتخب السعودي الذي نال شرف ضربة الافتتاح مع البلد المضيف الدب الروسي، وقد أمطر الروس شباك الخُضر بخماسية نظيفة من أقسى نتائج البطولة.

*خسارة المغرب من إيران كانت على عكس توقعات الجميع لأسود الأطلس الأفضل في الأداء من الجميع.
*آيسلندا توقف الأرجنتين وتصدم ميسي بتعادل تاريخي 1/1.
*ثم كانت أكبر مفاجآت البطولة بهزيمة ألمانيا أمام المكسيك 1/0، وتعادل البرازيل مع سويسرا بهدف لمثله.
*أستراليا وتونس كاد كلاهما أن يخطف نقطة من عرين فرنسا وإنجلترا على التوالي وخسرا 2/1 في آخر اللحظات.
*فوز اليابان على كولومبيا القوية 2/1 كان مفاجأة تستحق الإشادة، وصعد كلاهما عن المجموعة بالنهاية.
*وفي نفس المجموعة سقوط بولندا أمام السنغال 2/1 كان صدمة بداية حقيقية للمصنف أول المجموعة.
*هدف مبكر من رونالدو كان كفيلاً بنقاط المباراة أمام المغرب، التي أتعبت وأهانت لاعبي البرتغال بالاداء العالي، ولولا سوء الطالع لأسود الأطلس لفازوا بنتيجة تاريخية على كل منتخبات المجموعة النارية.
*أكبر إهانة شهدها ميسي ورفاقه منذ سنوات، كانت على يد الكروات الذين ضربوهم بثلاثية نظيفة مع الرأفة، والسبب في عدم وصول النتيجة للضعف على الأقل هو رعونة الهجوم الكرواتي!.
*بعد الأداء المذهل للآيسلنديين، سقطوا بغرابة أمام قوة نيجيريا 2/0، وبالنهاية خرج كلاهما من البطولة.
*أكبر هزيمة في تاريخ تونس جاءت من بلجيكا 5/2 ولو وُفّق باتشواي أمام إبداع الحارس بن مصطفى، لكانت النتيجة فضيحة كروية.
*تعادل إيران مع البرتغال، وأسبانيا مع المغرب في آخر جولة بالمجموعة، كان مفاجئاً ومثيراً جداً.
*صاعقة المونديال بلا نزاع، هي إقصاء المنتخب الألماني من نظيره الكوري الجنوبي بهزيمة 2/0 تاريخية.
*سقوط المكسيك بثلاثية نظيفة من السويد، فتح الباب لخروج الألمان بخسارتهم المذلة من كوريا.
 *خسارة السنغال واليابان من كولومبيا وبولندا بهدف نظيف، جعلهما يتعادلان في النقاط 4 لكليْهما، وفي فارق الأهداف لهما وعليهما والقوة الهجومية، لكنّ اليابان صعدت رفقة نمور كولومبيا بأفضلية اللعب النظيف (4 بطاقات صفراء للكمبيوتر الياباني، مقابل 6 لأسود التيرانغا) ولأول مرة تُطبق هذه القاعدة في التاريخ!.

لعنة النهاية:

تميز مونديال الثلج بالأهداف القاتلة آخر اللحظات، ففي أكثر من مباراة، جاءت النهاية تحمل أخباراً سارة لفريق ومحطمة للفريق الآخر، ونستعرض أبرزها:

*حيث سقط المصريون بهدف أمام الأوروغواي، جاء بآخر دقيقة من المباراة 90 برأسية خيمينيز.
*كما صُدم العالم والعرب تحديداً بهزيمة المغرب أمام إيران العنيدة، بهدف في الوقت الإضافي دقيقة95، بهدف ذاتي من "بوهدوز"، رغم أفضلية الأداء المطلقة للمغاربة على كل منافسيها في المجموعة، وتكرر نفس السيناريو بتعادل قاتل ضد أسبانيا في دقيقة 91، بعدما كادت أسود أطلس تُخرج الأسبان من المونديال.

*وذاق الأسبان من كأس اللعنة في ختام لقائهم ضد البرتغال، حين سجل كريستيانو هدف التعادل والهاتريك التاريخي له في دقيقة 89 من ضربة حرة مباشرة ليقتسم المنتخبان نقاط المباراة.
*ولم يكن حظ تونس أحسن حالاً بهدف هاري كين القاتل الذي حرم نسور قرطاج من تعادل ثمين كاد يقلب موازين المجموعة جاء في الدقيقة92.
*كما فازت الديوك الفرنسية بشق الأنفس على أستراليا 2/1 بعد هدف نيران صديقة في مرماهم دقيقة 82.
*ثم جاء الدور على راقصي السامبا بفوزهم المثير على كوستاريكا بهدفيْن كلاهما في الوقت الإضافي 91 و97 للثنائي المبدع كوتينيو ونيمار، بعد صمود نافاس الحارس الكوستاريكي أمامهم طوال اللقاء وكادوا يخطفون نقطة تعادل تاريخية.
*وبنفس الليلة قتل شاكيري نجم منتخب سويسرا أحلام الصرب بهدف قاتل دقيقة 90 بعدما سيطر التعادل على اللقاء حتى آخر لحظاته، وكان لهدف شاكيري الفضل الرئيسي في صعودهم خلف البرازيل عن المجموعة.
*وبرز توني كروس بأغلى أهدافه الدولية في الدقيقة 95 آخر 10 ثوانٍ في مرمى السويد بعد ريمونتادا مميزة للألمان الذين تأخروا بهدف سويدي في الشوط الأول قبل أن يقلبوا الطاولة ويتعادلوا ثم يخطف لهم كروس الفوز الذي أعادهم للمونديال، لكن العودة لم تلبث قليلاً حتى دفنها الشمشون الكوري بفوزه التاريخي على الماكينات الألمانية.
*وفي غفلة عين، خطف المنتخب السعودي فوزه المستحق على شقيقه المصري المخيّب للآمال، بهدف الدوسري في الدقيقة 95، بعدما كادت تلفظ المباراة أنفاسها بتعادل بهدف لكل شبكة، إلا أن العدالة الكروية أنصفت من لعب للفوز على من لعب لعدم الخسارة!.

*كما صُعق الدون كريستيانو ورفاقه بهدف تعادل إيراني قاتل في الوقت الإضافي 93، من ضربة جزاء كريم أنصاري، الذي أبعد البرتغال عن الصدارة إلى الوصافة لتدخل دوامة الطريق الصعب مع أقوى المنتخبات.
*وتأهلت الأرجنتين بسيناريو دراماتيكي، بفوز غير مستحق 2/1 على نسور نيجيريا في آخر دقائق المباراة 87 بهدف المدافع روخو، بعدما كان التعادل يُقصي ميسي ورفاقه الذين قدموا أسوأ مستويات الكبار في المونديال، إلا أن الفوز قلب الموازين ليصعد راقصو التانغو بالوصافة خلف كرواتيا التي يُحسب لها اللعب النظيف والفوز على آيسلندا بهدف بيريزيتش في الدقيقة 90، الذي خدم ميسي وأعاده للبطولة بعد المغادرة من الباب الضيق!.
*ومن جانبها سجلت كوستاريكا في الوقت الإضافي بأقدام سويسرية نيران صديقة بالدقيقة93.
*وتبقى أكبر وأعظم مفاجآت ولعنات الختام في مونديال روسيا، خسارة ألمانيا بهدفيْن في الدقيقتيْن 93 و 96 أمام كوريا الجنوبية، لتخرج الماكينات من دور المجموعات أول مرة في تاريخ مشاركاتها المميزة!.
ويبقى مونديال الثلج مميزاً غريباً بأرقامه ومفاجآته ولعناته، سواء الإصابة أو الأهداف القاتلة، بانتظار لمن تبتسم النهاية، تلك التي تبدو مثيرة وغامضة، بعد عدم الثبات العام في مستوى المنتخبات المشاركة، باستثناء الكروات والبلجيك، خاصة وأنّ دور الـ16 يحمل مواجهات ساخنة مثل: فرنسا/أرجنتين، أوروغواي/برتغال، برازيل/مكسيك، كولومبيا/إنجلترا، ولقاءات أخرى هادئة باردة مثل: أسبانيا/روسيا، بلجيكا/اليابان، مع توازن تام في مواجهتيْ: السويد/سويسرا، كرواتيا/الدنمارك.