إزالة الصورة من الطباعة

ممارسة الرياضة خلال الصيام تضاعف فوائده وتحسن أداء العضلات


الرياضية اون لاين

بعد دراسة مطولة لتأثير الصيام على الجسم المكلف بممارسة أنواع مختلفة من الرياضات، تبين أن هناك أنماطا محددة من التمارين ترتفع تأثيراتها الإيجابية على مستوى اللياقة إذا ما مورست على معدة فارغة.

ورغم أن الأيروبيكس من الرياضات المجهدة إلا أن المدربين يشددون على مواصلة ممارسته، خلال شهر رمضان، مع الحرص على أدائه قبل الإفطار حتى لا ينهك الجسم ويزيد نسبة خسارته للسوائل والمعادن.

وفي الوقت الذي ينصحون فيه بممارسة الأيبروكس والمشي قبل الإفطار، يشدد الأخصائيون على أداء بقية الرياضات، بعد الإفطار بنحو أربع أو خمس ساعات، لأنها تحتاج إلى بذل جهد كبير وتستغرق ساعات طويلة.

هذا علاوة على أن الصائم بمجرد إفطاره، يدفع بكميات كبيرة من الطعام والشراب دفعة واحدة إلى معدته، ممّا يجعله في حاجة إلى أن توجه كل طاقة جسمه إلى المعدة لهضم الطعام، وممارسة الرياضة في هذه الفترة تقلل حصة الدم المتوجه إلى المعدة ويدفع به إلى أجزاء أخرى من الجسم كاليدين والقدمين، وهو يضر بعملية الهضم.

وقد أشارت النتائج الإحصائية إلى أن بعض الرياضيين المعتادين على حمل تدريبي عال يمكنهم الصيام دون أيّ تأثير على مستوى أدائهم العضلي والرياضي.

أما بالنسبة إلى الأشخاص العاديين فرغم أن الأمر له نطاق واسع من الاختلاف بحسب الحالة الصحية العامة ومعدل ممارسة الرياضة قبل رمضان، إلا أنه في المتوسط وجد أن قدرة الصائمين على ممارسة الرياضة خلال الصيام تنخفض بنسبة بسيطة خلال أيام رمضان، ثم تعود طبيعية في خلال أسابيع قليلة بعد انتهاء الصيام.

وأطلق مطور تطبيقات ذكية تطبيقا رياضيا جديدا لنظامي “أندرويد” و”آي أو إس″، يحمل اسم “تحدي اللياقة الرمضاني” وهو موجه للمسلمين خلال شهر رمضان المبارك.

وقال مطور التطبيق، عبدالله الباشا، إن تحدي اللياقة الرمضاني تطبيق رياضي للمسلمين حول العالم يهدف لتطوير الصحة واللياقة والجسم في الشهر المبارك.

وأوضح الباشا أن التطبيق عبارة عن برنامج تمارين يومية طورها خبراء رياضة وحِمية في العالم الإسلامي. وهو يساعد المستخدمين على القيام بـ12 تمرينا قصيرا مرتبطا بالوقت بصورة منتظمة. كما أنه يعمل كمدرّب شخصي للمستخدم حيث يخبره باسم التمرين الحالي والتالي.

وبالإضافة إلى ذلك، يعمل كمؤقت ينبّه المستخدم بالوقت الباقي للانتهاء من التمرين الحالي والانتقال إلى التالي. هذا، وتزداد صعوبة التمرين الروتيني مع الوقت. وكلّما تدرب المستخدم أكثر، كلما زادت صعوبة التمرين اليومي ومدته. وتوجد 3 درجات صعوبة في التطبيق، هي مبتدئ، ومتوسط، ومحترف.

ويقوم تحدي اللياقة الرمضاني بإرسال نصائح صحية ورياضية من أجل الصيام الصحي. ويقدم تنبيهات بوقت التمرين كذلك. كما يستطيع المستخدم أن يستعرض تطوره خلال الشهر عن طريق أجندا مخصصة للتطبيق.

ويضم التطبيق قائمة من التمارين، بما في ذلك الجلوس استنادا على الجدار، ضغط الصدر “بوش أب” وضغط المعدة “سيت أب”، والصعود على الكرسي، والقرفصاء “سكوات”، ومتوازي على الكرسي، والتخشب المستوي “بلانك”.

وأكّد مدربو اللياقة أن الانتظام في ممارسة الرياضة خلال رمضان يساعد الأشخاص المنتظمين على برنامج تمارين رياضية على استئنافه بسهولة بعد رمضان، ولا يدع فرصة للإصابة بالخمول. وتساعد ممارسة الرياضة، خلال شهر الصيام، على حرق السعرات الحرارية الزائدة التي يكتسبها البعض نتيجة نمط التغذية غير المنضبط في كميات السعرات.

ويرى أخصائيون أن المشي البطيء، في الصباح الباكر، لمدة 30-45 دقيقة فرصة جيدة للأشخاص الذين يرغبون في الحفاظ على لياقتهم بشكل عملي، مع عدم توفّر الكثير من الوقت لديهم؛ حيث تمكن ممارسة هذه الرياضة خلال الذهاب للعمل في الصباح، مع الحرص على أن يكون هذا في وقت مبكر من الصباح قبل زيادة حدة الحرارة.

وتمثل ممارسة أيّ نوع من الرياضة لمدة 60 دقيقة قبل الإفطار فرصة جيدة لمن يرغبون في فقدان الوزن؛ حيث تعتبر ممارسة الرياضة بعد فترة صيام تزيد عن 8 ساعات عاملا مساعدا على حرق الدهون بمعدل أكبر. وتمثل ممارسة الرياضة، بعد الإفطار بحوالي ثلاث ساعات، النوع المناسب لمن يرغبون في بناء العضلات حيث يمكنهم ممارسة التمارين لفترة مفتوحة، مع تناول كميات مناسبة من الأغذية والمكملات التي تساعدهم فبي تحقيق هدفهم بشكل صحي.

وعلى الرغم من أن العديد من الناس يجدون في الصيام ذريعة للجلوس والخمول، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن زيادة النشاط الذي يترافق والصيام في شهر رمضان، له تأثيرات إيجابية على اللياقة، فقد عمد باحثون من المركز الوطني للطب وعلوم الرياضة في تونس، إلى إجراء دراسة على مجموعة من الرياضيين، ممن صاموا شهر رمضان، وحافظوا على أدائهم الرياضي خلال هذا الشهر، لجهة خضوعهم للتدريبات المكثفة الاعتيادية.

وطبقاً لنتائج الدراسة التي ظهرت في الدورية الدولية للطب الرياضي، تبين أن التغيّر في النمط الغذائي الذي تفرضه طبيعة الصيام المتقطع خلال شهر رمضان، والذي ترافق وممارسة التدريبات، أدى إلى حدوث انخفاض واضح في كتلة الجسم، مصحوباً بتراجع في كميات الدهون فيه.

وفي السياق ذاته، أظهرت دراسة أعدها فريق من المختصين في المعهد الأعلى للرياضة والتربية البدنية بمدينة صفاقس التونسية، دوراً محتملاً للصيام خلال شهر رمضان في التخلص من الدهون في الجسم.

وطبقاً للدراسة التي شملت مجموعة من الرياضيين الذكور، من الصائمين خلال شهر رمضان، والذين خضعوا لبرنامج خاص بممارسة التمارين الرياضية من الدرجة المتوسطة، ظهر أن الصيام يرفع من قدرة الفرد على حرق الدهون أثناء أداء التمارين البدنية.

وأشار الباحثون إلى أن اللاعب الملتزم بنشاط رياضي، يجب أن يكون قد عوّد نفسه قبل أسبوع من بدء رمضان على إيقاع الصيام، بأن يلعب في الساعات ذاتها التي سيتدرب بها خلال رمضان، وأن يعوّد نفسه وجسمه على هذا الروتين حتى لا يتفاجأ جسده بتغيّر المواعيد والطريقة مع بدء الشهر.

ويفضل القيام بحركات بسيطة قبل الإفطار، حتى يتأهب الجسم للتمرين بعد الإفطار، عن طريق إجراء نشاطات داخل المنزل أو المشي لمدة ربع ساعة بخطوات هادئة، لأنها تزيد من سرعة الهضم وتحافظ على توازن كريّات الدم الحمراء وكريّات الدم البيضاء في الجسم.

وتعمل ممارسة الرياضة في رمضان على إذابة الدهون والتخلص من السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الغذاء، إذ أنّ الجسم يحتاج إلى مزيد من الطاقة أثناء ممارسة الرياضة مقارنة بالأوقات العادية مما يجعله يلجأ إلى مخزون الدهون المتراكم في الخلايا الدهنية للحصول على الطاقة اللازمة له أثناء القيام بأيّ مجهود بدني أو عضلي أثناء الصوم.

ويشدد باحثون على أنه يجب على الصائم أن يتوخّى الحذر عند ممارسة الرياضة، خلال فترة انقطاع الطعام والشراب عنه وألا يقوم بنشاط بدني شاق قبل موعد الإفطار كي يتجنب نقص معدل السوائل في الجسم أو احتراق كميات كبيرة من الغلوكوز في الدم بالصورة التي لا يمكن تعويضها أثناء الصوم، مما يؤثر مباشرة على وظائف الكلى التي تتأثر وظيفتها بنقص الماء والسوائل في الجسم.

لذلك ينصح خبراء اللياقة في المركز الأميركي للرياضة “أي أس سي” بممارسة رياضة خفيفة أثناء توقف الجسم عن تناول الطعام أو الشراب بدءاً بتمارين الإحماء للجسم والرقبة والتي تعمل على زيادة دفع الدم للمخ، مما يؤهل الجسم لممارسة باقي التمارين بشكل أفضل.